|
المذهب التعبيري " أسم أطلقه النقاد الألمان ، نشأ نتيجة إحتجاج النقاد في محاولة الرومانسية والواقعية أبعاد العناصر التي لا تدخل ضمنها . و هذا المذهب كما يوحي أسمه ، محاولة لإكتشاف تقنية وطريقه للتعبير عما يعتقد الكاتب المسرحي بأنه يشكل الحقيقة الباطنة في مسرحية ، وهو طريقة أوفى ،وأكثر تأثيراً من بقية طرق المذاهب المسرحية .فهو من جهة يشكل إحتجاجاً لما في الرومانسية من أباطيل عاطفية ، ومن جهة أخرى يشكل إحتجاجاً على إتجاة الواقعية علي الإكتفاء بالتصوير الدقيق للمواقف الظاهرية في الحياة واللهجات والوسط الاجتماعي والأخلاق والعواطف والأفكار عند طبقة من طبقات المجتمع. فالتعبيري يرى أن الرومانسية تحاول أن تستبدل التأويل الأمين للتجربة الإنسانية بتأويل مزيف ؛ ويرى أن الواقعية تضيع الحقائق السيكيولوجية الباطنة نتيجة إنشغالها بالنقل الدقيق للظواهر . ثم أن التعبيرية تكشف عن تأثير الإشغال المعاصر بتجارب الرجل المعاصرالفنية والمعقدة والشعورية واللاشعورية على المسرحية ، وتفصح عن ضيق كل من الكاتب المسرحي والمخرج ذرعاً بالقيود التي فرضتها المسرحية الطبيعية في نهاية القرن التاسع عشر، وتظهر رغبة شديدة في الإستغلال الكامل لجميع ما في المسرح الحديث من وسائل هائلة في المعدات وفي الإضاءة ، وتحاول أن تُخرج بالوسائل التخيليه القويه ما في المسرحية التجربية من مفاهيم فلسفية أو مادية . والتعبيرية تتيح أقصى مجال من الحرية في إستخدام الأساليب والوسائل الفنية والأجواء . فقد نجد في المسرحية الواحدة إنتقالاً فجائياً –لانعطي له أحياناً تفسيراً – من الشعر إلي النثر ، ومن الواقعية الموضوعية إلي ذروة المونولوج الذاتي ، ومن حوار واقعي تقليدي إلي كلام مسرف الإيجاز . ولما كان التركيز ينصب على تجارب الفرد أو الجماهير الأساسية فإن المسرحية التعبيرية تتجه نحو تبسيط الحبكة المسرحية وتقليل الفعل الموضوعي ، وذلك لكي لا ينصرف الإنتباه عن الأمور الرئيسية. سمات المذهب التعبيري - إشتمال المسرحية التعبيرية على شخصية رئيسية واحدة تعاني أزمة روحية أو ذهنية أو نفسية ، على أن تري البيئة والناس في المسرحية من خلال نظرة تلك السخصية الرئيسية إليها.على أن تكون متفرسة يترجمها مؤلف المسرحية ويعبر عنها بوسائل المسرحية الرمزية . - تتألف المسرحية التعبيرية عادة من عدد كبير من المشاهد والمناظر. - المشهد الأول غالباً ما يكون من مشاهد الحياة ، وذلك لتيسيرالدخول الى الموضوع . - تهدف إلى تصوير دخيلة النفس وتجسم تجارب العقل الباطن ، فليس المهم تصوير المظاهر الخارجية المحتملة الوقوع. - شخصيات الرواية التعبيرية نماذج ، لا أفراد عائدين ومن ثمة يسمون بأسماء رمزية أو ندعوهم : الرجل أو المرأه أو الشاعر أو الشرطى.... الخ - اللغة مقتضبة يكثر فيها حذف أواخر الجمل .. وهي لغه سريعه تلغرافية ...ويفضل أن تكون لغة دارجة تبتعد عن اللغة الرسمية التي لايستعملها الناس في تفكيرهم الخاص. - التمثيل يكون فيها سريعاً، خيالياً ، متنوع المناظر مصحوب بالموسيقى والأصوات الرمزية ، حافل بالحيل المسرحية كالأقنعة والملابس الغريبة والإضاءة التي تثير الخيال. نماذج من المسرح التعبيري: مسرحية " الآلة الحاسبة" لـ"ألمـر رايس" مسرحية " القرد كثيف الشعر" لـ"يوجين أونيـل" مسرحية " من الصباح إلى منتصـف الليل" و " الغاز " جورج قيصر" مسرحية " حياة الإنسـان" لـ "أنـدرييف""(1) المذهب الرمزي "الرمزية في المسرحية ضرب من ضروب الرومانسية أكثر شهرة وأقل إستغلاقاً من العاطفية .فالرمزية شىء ينحني جادة الصواب ، ثم هي شيء معقول بحكم الترتيب وهي اليوم تستعمل في العالم كله ، فنحن لايمكن أن نسميها شيء مسرحياً إذا كنا نقصد بالشئ المسرحي الشئ الزاهر المبهر ومع ذلك فالرمزية هي لُباب المسرح إذ لم يكن بداً من أن ندرج فنها من بين الفنون الرفيعة والرمزية ليست شيء يخشى منة إنها الرقة نفسها وهي شيء يفهمة الملوك وذي المناصب الرفيعة ، وثمة نفر يخشون من الرمزية ويكرهونها ويدعون أن سبب ذلك هو أنها تحمل في طياتها البلاء والأذي ،وأنها ليست في الأدب شيء . ثم هم يقدمون لذلك أنهم يعيشون في عالم واقعي إلا أنهم لايستطيعون أن يفسروا لنا لماذا يستخدمون الرموز لكي يقولوا لنا هذا الكلام ، ولا كيف كانوا طوال حياتهم يستخدمون هذه الرموز نفسها التي يجدونها ، مما يعسر عليهم أدراكها إلي هذا الحد . وذاك أن الرمز ليست في أصول الفنون كلها فحسب بل أنها في جذور الحياة جميعاً ، بل نحن لانستطيع جعل هذه الحياة شيئاً نحتمله إلاعن طريق الرموز التي نستخدمها على الدوام . ومن هذا القول يمكن القول بأن الرمزية شبه الرومانسية إنها لا تهدف إلى مجرد تصوير الجوانب الظاهرة من الواقع وهي تضيف في خطراتها التي هي أقل من خطرات الرومانسية عنصراً خيالياً أو شاعرياً لمظاهر الواقع السطحية . كما أن الرمزية لا تقيد نفسها بخلق الصورة الساحرة فحسب ، وإنما تؤلف صورة محددة عن معنى العمل الفني المختص من النواحي الفكرية والأخلاقيه أو العاطفية . فالرمز موضوع أو عمل لايقتصر على القيمة الذاتية وإنما يشمل أيضاً القيمة الخارجية . فالرمز في الفن هو رباط من القيم والكاتب المسرحي الذي ينغمس في الرمزية يحاول أن يبين سلسلة من المعاني والقيم يشعر بشانة لا يستطيع أن يعبر عنها تعبيراً وافياً أو مقنعاً ألا إذا سلك تلك المسالك القصيرة إلى المستويات العميقه من العواطف والوجدان. الألوان التي تثيرها الرمزية مختلفة فهي ترضي الرغبة الشديدة في الهرب من الأمور المألوفة و الأمور الدنيوية ، كما أنها تمتع المرء ذا الإتجاة الأخلاقي المتين والذي يحس بأنه قد أضاع وقته في المسرح سدى إذ لم يعد منه بجوهرة فكرية فلسفية أو أخلاقية ، إضافة إلي ذلك ترضي الجوانب الشاعرية والخيالية إذ أنها تحرك نشاط الجانب البياني العقلي . .واقعية بشكل عام .ومقدار الرمزية يختلف إختلاف كبير حتى في المسرحيات ذات الطبيعة الرمزية الأكيدة . وكثيراً ما نجد الرمزية في معظم المسرحيات التي من هذا النوع عرضية بالنسبة لموضوع كانت طريقة معالجته رومانسية أو فكتاب المسرح يميلون إلى إستخدام الحيل الرمزية لإبراز قيم لا يمكن أن تظهر بوضوح كاف أو بقوة في التصوير الواقعي للوجود البشري وحدة وقد تكون مثل هذه الرمزية شيئاً صعب المنال ، وليس فيها من قيمة تتعدى الشبيه البياني في إيحائها بمشابهة المعني ، ولكنها قد تكون عنصراً أساسياً في بناء المسرحية فتحتل مكان عنصر ظاهري . نماذج من المسرح الرمزي : 1- مسرحيات ابسن " بيت الدمية " و " البطة البرية ". 2- مسرحيات لوليم باتلر ييتس " كاثلين ني هوليهان . 3- ومن أحسن الأمثلة علي المسرحيات الرمزية تلك المسرحيات التي وجدت في العصور الوسطي التي كانت تعرف بالمسرحيات الأخلاقية . 4- مسرحيات بيتس في مسرحية "موطن الحبيب"(2) المذهب الكلاسيكي التعريف "مذهب أدبي، ويطلق عليه أيضاً "المذهب الإتباعي" أو المدرسي.. وقد كان يقصد به في القرن الثاني الميلادي الكتابة الأرستقراطية الرفيعة الموجهة للصفوة المثقفة الموسرة من المجتمع الأوروبي. أما في عصر النهضة الأوروبية، وكذلك في العصر الحديث: فيقصد به كل أدب يُبلور المُثل الإنسانية المتمثلة في الخير والحق والجمال "وهي المُثل التي لا تتغير بإختلاف المكان والزمان والطبقة الاجتماعية" وهذا المذهب له من الخصائص الجيدة ما يمكنه من البقاء وإثارة إهتمام الأجيال المتعاقبة. ومن خصائصه كذلك عنايته الكبرى بالأسلوب والحرص على فصاحة اللغة وأناقة العبارة ومخاطبة جمهور مثقف غالباً والتعبير عن العواطف الإنسانية العامة وربط الأدب بالمبادىء الأخلاقية وتوظيفه لخدمة الغايات التعليمية وإحترام التقاليد الاجتماعية السائدة. التأسيس وأبرز الشخصيات: ● يعد الكاتب اللاتيني أولوس جيليوس هو أول من استعمل لفظ الكلاسيكية على أنه إصطلاح مضاد للكتابة الشعبية، في القرن الثاني الميلادي. ● وتعد مدرسة الإسكندرية القديمة أصدق مثال على الكلاسيكية التقليدية، التي تنحصر في تقليد وبلورة ما أنجزه القدماء وخاصة الإغريق دون محاولة الابتكار والإبداع . ● وأول من طور الكلاسيكية الكاتب الإيطالي بوكاتشيو 1313-1375م فألغى الهوة بين الكتابة الأرستقراطية والكتابة الشعبية، وتعود له أصول اللغة الإيطالية المعاصرة. ● كما أن رائد المدرسة الإنكليزية شكسبير 1564-1616م طور الكلاسيكية في عصره، ووجه الأذهان إلى الأدب الإيطالي في العصور الوسطى ومطالع عصر النهضة . ● أما المذهب الكلاسيكي الحديث في الغرب، فإن المدرسة الفرنسية هي التي أسسته على يد الناقد الفرنسي نيكولا بوالو 1636 – 1711م في كتابه الشهير فن الأدب الذي ألفه عام 1674م. حيث قنن قواعد الكلاسيكية وأبرزها للوجود من جديد، ولذا يعد مُنظر المذهب الكلاسيكي الفرنسي الذي يحظى باعتراف الجميع. ● ومن أبرز شخصيات المذهب الكلاسيكي في أوروبا بعد بوالو: - الشاعر الإنكليزي جون أولدهام 1653 – 1773م وهو ناقد أدبي ومن المؤيدين للكلاسيكية. - الناقد الألماني جوتشهيد 1700 – 1766م الذي ألف كتاب فن الشعر ونقده. - الأديب الفرنسي راسين 1639 – 1699م وأشهر مسرحياته فيدرا والإسكندر. - والأديب كورني 1606 – 1784م وأشهر مسرحياته السيد – أوديب. - الأديب موليير 1622 – 1673م وأشهر مسرحياته البخيل – طرطوف. - والأديب لافونتين 1621 – 1695م الذي اشتهر بالقصص الشعرية وقد تأثر به أحمد شوقي في مسرحياته. الأفكار والمعتقدات: ● يقوم المذهب الكلاسيكي الحديث، الذي أنشأته المدرسة الفرنسية مؤسسة المذهب على الأفكار والمبادىء التالية: - تقليد الأدب اليوناني والروماني في تطبيق القواعد الأدبية والنقدية وخاصة القواعد الأرسطية في الكتابين الشهيرين: فن الشعر وفن الخطابة لأرسطو. - العقل هو الأساس والمعيار لفلسفة الجمال في الأدب، وهو الذي يحدد الرسالة الاجتماعية للأديب والشاعر، وهو الذي يوحد بين المتعة والمنفعة. - الأدب للصفوة المثقفة الموسرة وليس لسواد الشعب، لأن أهل هذه الصفوة هم أعرف بالفن والجمال، فالجمال الشعري خاصة لا تراه كل العيون. - الإهتمام بالشكل وبالأسلوب وما يتبعه من فصاحة وجمال وتعبير. - تكمن قيمة العمل الأدبي في تحليله للنفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع ودقيق وموضوعي، بصرف النظر عما في هذه النفس من خير أو شر. - غاية الأدب هو الفائدة الخلقية من خلال المتعة الفنية، وهذا يتطلب التعلم والصنعة، ويعتمد عليها أكثر مما يعتمد على الإلهام والموهبة. الجذور الفكرية والعقائدية: ● إرتبط المذهب الكلاسيكي بالنظرة اليونانية الوثنية، وحمل كل تصوراتها وأفكارها وأخلاقها وعاداتها وتقاليدها. ● والأدب اليوناني أرتبط بالوثنية في جميع الأجناس الأدبية من نقد أدبي وأسطورة إلى شعر ومسرح. ● ثم جاء الرومان وأقتبسوا جميع القيم الأدبية اليونانية وما تحويه عن عقائد وأفكار وثنية. ● وجاءت النصرانية وحاربت هذه القيم بإعتبارها قيماً وثنية، وحاولت أن تصبغ الأدب في عصرها بالطابع النصراني، وتستمد قيمها من الإنجيل إلا أنها فشلت، وذلك لقوة الأصول اليونانية وبسبب التحريف الذي أصابها. ● وبعد القرن الثالث عشر الميلادي ظهرت في إيطاليا بداية حركة إحياء للآداب اليونانية القديمة، وذلك بعد إطلاع النقاد والأدباء على كتب أرسطو في أصولها اليونانية وترجماتها العربية، التي نقلت عن طريق الأندلس وصقلية وبلاد الشام بعد الحروب الصليبية. ● وأزدهر المذهب الكلاسيكي في الأدب والنقد بعد القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي. ( 1 ) الكلاسيكية الحديثة تطورت الكلاسيكية في الوقت الحاضر إلى ما أطلق عليه النقاد )النيوكلاسيكية) أو الكلاسيكية الحديثة، والتي حاولت أن تنظر إلى الأمور نظرة تجمع بين الموضوعية الجامدة للكلاسيكية القديمة والذاتية المتطرفة للرومانسية الجديدة. وقد بدأت هذه المدرسة في الظهور على يد كل من ت. س. اليوت الكاتب والأديب الأمريكي و أ. أ. ريتشاردز وغيرهم من النقاد المعاصرين. الانتشار ومواقع النفوذ: ● تعد فرنسا البلد الأم لأكثر المذاهب الأدبية والفكرية في أوروبا، ومنها المذهب الكلاسيكي، وفرنسا – كما رأينا – هي التي قننت المذهب ووضعت له الأسس والقواعد النابعة من الأصول اليونانية. ● ثم إنتشر المذهب في إيطاليا وبريطانيا وألمانيا.. على يد كبار الأدباء مثل بوكاتشيو وشكسبير. ويتضح مما سبق : أن الكلاسيكية مذهب أدبي يقول عنه أتباعه إنه يبلور المثل الإنسانية الثابتة كالحق والخير والجمال، ويهدف إلى العناية بأسلوب الكتابة وفصاحة اللغة وربط الأدب بالمبادىء الأخلاقية، ويعتبر شكسبير رائد المدرسة الكلاسيكية في عصره، ولكن المذهب الكلاسيكي الحديث ينسب إلى المدرسة الفرنسية، حيث تبناه الناقد الفرنسي نيكولا بوالو 1636 – 1711م في كتابه الشهير علم الأدب. ويقوم المذهب الكلاسيكي الحديث على أفكار هامة منها، تقليد الأدب اليوناني والروماني من بعض الإتجاهات، وإعتبار العقل هو الأساس والمعيار لفلسفة الجمال في الأدب، فضلاً عن جعل الأدب للصفوة المثقفة الموسرة وليس لسواد الشعب مع الإهتمام بالشكل والأسلوب وما يستتبع ذلك من جمال التعبير، على نحو تتحقق معه فكرة تحليل النفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع ودقيق وموضوعي. ● ومن أهم الجوانب التي تستحق التعليق في الكلاسيكية أنها تعلي من قدر الأدبين اليوناني والروماني مع إرتباطهما بالتصورات الوثنية، ورغم ما فيهما من تصوير بارع للعواطف الإنسانية فإن إهتماماتهما تُوجه بالدرجة الأولى إلى الطبقات العليا من المجتمع وربما إستتبع ذلك الإنصراف عن الإهتمام بالمشكلات الاجتماعية والسياسية.(3) المذهب الرومانسي " الرومانسية أو الرومانتيكية مذهب أدبي يهتم بالنفس الإنسانية وما تزخر به من عواطف ومشاعر وأخيلة أياً كانت طبيعة صاحبها مؤمناً أو ملحداً، مع فصل الأدب عن الأخلاق. ولذا يتصف هذا المذهب بالسهولة في التعبير والتفكير، وإطلاق النفس على سجيتها، والاستجابة لأهوائها. وهو مذهب متحرر من قيود العقل والواقعية اللذين نجدهما لدى المذهب الكلاسيكي الأدبي، وقد زخرت بتيارات لا دينية وغير أخلاقية. - ويحتوي هذا المذهب على جميع تيارات الفكر التي سادت في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر. - والرومانسية أصل كلمتها من : رومانس romance باللغة الإنجليزية ومعناها قصة أو رواية تتضمن مغامرات عاطفية وخيالية ولا تخضع للرغبة العقلية المتجردة ولا تعتمد الأسلوب الكلاسيكي المتأنق وتعظم الخيال المجنح وتسعى للانطلاق والهروب من الواقع المرير، ولهذا يقول بول فاليري: "لا بد أن يكون المرء غير متزن العقل إذا حاول تعريف الرومانسية". التأسيس وأبرز الشخصيات: ● بدأت الرومانسية في فرنسا عندما قدمت عام 1776م ترجمات لمسرحيات شكسبير إلى الفرنسية، واستخدم الرومانسية كمصطلح في النقد الأدبي. ● ويعد الناقد الألماني فريدريك شليجل أول من وضع الرومانسية كنقيض للكلاسيكية. ● ثم تبلورت الرومانسية كمذهب أدبي، وبدأ الناس يدركون معناها الحقيقي التجديدي وثورتها ضد الكلاسيكية. ● وترجع الرومانسية الإنكليزية إلى عام 1711م ولكن على شكل فلسفة فكرية.. ونضجت الرومانسية الإنكليزية على يد توماس جراي وويليام بليك. ● ولا شك أن الثورة الفرنسية 1798م هي أحد العوامل الكبرى التي كانت باعثاً ونتيجة في آن واحد للفكر الرومانسي المتحرر والمتمرد على أوضاع كثيرة ، أهمها الكنيسة وسطوتها والواقع الفرنسي وما فيه. ● وفي إيطاليا ارتبط الأدب بالسياسة عام 1815م وأصبح اصطلاح رومانسي في الأدب يعني ليبراليا (أي: حراً أو حرية) في السياسة. ● ومن أبرز المفكرين والأدباء الذين اعتنقوا الرومانسية: - المفكر والأديب الفرنسي جان جاك روسو 1712 – 1788م ويعد رائد الرومانسية الحديثة. - الكاتب الفرنسي شاتو بريان 1768 – 1848م ويعد من رواد المذهب الذين ثاروا على الأدب اليوناني القائم على تعدد الآلهة. - مجموعة من الشعراء الإنكليز، امتازوا بالعاطفة الجياشة والذاتية والغموض رغم أنهم تغنوا بجمال الطبيعة وهم : توماس جراي 1716 – 1771م ووليم بليك 1757 – 1927م وشيلي 1762 – 1821م وبايرون 1788 – 1824م. - الشاعر الألماني جوته 1749 – 1832م مؤلف رواية آلالام فرتر عام 1782م وفاوست التي تظهر الصراع بين الإنسان والشيطان. - الشاعر الألماني شيلر 1759 – 1805م ويعد أيضاً من رواد المذهب. - الشاعر الفرنسي بودلير 1821 – 1867م الذي اتخذ المذهب الرومانسي في عصره شكل الإلحاد بالدين(. الأفكار والمعتقدات : ● لقد كانت الرومانسية ثورة ضد الكلاسيكية، وهذا ما نراه واضحاً من خلال أفكارها ومبادئها وأساليبها التي قد لا تكون واحدة عند جميع الرومانسيين، ويمكن إجمال هذه الأفكار والمباديء فيما يلي: - الذاتية أو الفردية: وتعد من أهم مبادىء الرومانسية ، وتتضمن الذاتية عواطف الحزن والكآبة والأمل، وأحياناً الثورة على المجتمع. فضلاً عن التحرر من قيود العقل والواقعية والتحليق في رحاب الخيال والصور والأحلام. التركيز على التلقائية والعفوية في التعبير الأدبي، لذلك لا تهتم الرمانسية بالأسلوب المتأنق، والألفاظ اللغوية القوية الجزلة. تنزع بشدة إلى الثورة وتتعلق بالمطلق واللامحدود. - الحرية الفردية أمر مقدس لدى الرومانسية، لذلك نجد من الرومانسيين من هو شديد التدين مثل: شاتوبريان ونجد منهم شديد الإلحاد مثل شيلي. ولكن معظمهم يتعالى على الأديان والمعتقدات والشرائع التي يعدها قيوداً. - الاهتمام بالطبيعة، والدعوة بالرجوع إليها حيث فيها الصفاء والفطرة السليمة، وإليها دعا روسو. - فصل الأدب عن الأخلاق، فليس من الضروري أن يكون الأديب الفذ فذ الخلق. ولا أن يكون الأدب الرائع خاضعاً للقوانين الخلقية. - الإبداع والابتكار القائمان على إظهار أسرار الحياة من صميم عمل الأديب، وذلك خلافاً لما ذهب إليه أرسطو من أن عمل الأديب محاكاة الحياة وتصويرها. - الاهتمام بالمسرح لأنه هو الذي يطلق الأخيلة المثيرة التي تؤدي إلى جيشان العاطفة وهيجانها. - الاهتمام بالآداب الشعبية والقومية، والاهتمام باللون المحلي الذي يطبع الأديب بطابعه، وخاصة في الأعمال القصصية والمسرحية. الجذور الفكرية العقائدية: ● تعد الرومانسية ثورة ضد الكلاسيكية المتشددة في قواعدها العقلية والأدبية، وكذلك ثورة ضد العقائد اليونانية المبنية على تعدد الآلهة… ومن جذور هذه الثورة ظهور التيارات الفلسفية التي تدعو إلى التحرر من القيود العقلية والدينية والاجتماعية. فضلاً عن اضطراب الأحوال السياسية في أوروبا بعد الثورة الفرنسية الداعية إلى الحرية والمساواة وما يتبع ذلك من صراع على المستعمرات، وحروب داخلية.. كل هذه الأمور تركت الإنسان الأوروبي قلقاً حزيناً متشائماً، فانتشر فيه مرض العصر، وهو الإحساس بالكآبة والإحباط ومحاولة الهروب من الواقع، وكان من نتيجة ذلك ظهور اتجاهات متعددة في الرومانسية، إذ توغلت في العقيدة والأخلاق والفلسفة والتاريخ والفنون الجميلة. - ودخلت الرومانسية في الفلسفة وتجلت في نظرية الإنسان الأعلى (السوبرمان) عند نيتشه 1844 – 1900م ونظرية الوثبة الحيوية عند برجسون 1859 – 1941م. ● الرومانسية الجديدة: ● انحسرت الرومانسية في مطلع القرن العشرين عندما أعلن النقاد الفرنسيون هجومهم عليها – وذلك لأنها تسلب الإنسان عقله ومنطقه – وهاجموا روسو الذي نادى بالعودة إلى الطبيعة. وقالوا: لا خير في عاطفة وخيال لا يحكمهما العقل المفكر والذكاء الإنساني والحكمة الواعية والإرادة المدركة. وكان من نتيجة ذلك نشوء الرومانسية الجديدة ودعوتها إلى الربط بين العاطفة التلقائية والإرادة الواعية في وحدة فكرية وعاطفية، ومن ثم نشأت الرومانسية الجديدة حاملة معها أكثر المعتقدات القديمة للرومانسية. الانتشار ومواقع النفوذ: ● تعد فرنسا موطن المذهب الرومانسي، ومنها انتقل إلى ألمانيا ومنها إلى إنجلترا وإيطاليا. خصائص كل من الرومانسية والواقعية : - الإسراف الشديد في التغني بالذات وتتبع آلامها وتحسس عواطفها وتتبع خلجاتها والإغراق في الخيال . - لهذا الأمر جاءت الواقعية كردة فعل على الذاتية الرومانسية داعية إلى الموضوعية . - قامت الرومانسية على أساس فلسفة روسو العاطفية . ودافعت على الطبقة البرجوازية ضد الارستقراطية . - أما الواقعية فقد تأثرت بالفلسفة الوضعية التجريبية ووقفت إلى جانب طبقة العمال في نضالها المرير لتحقيق العدالة الاجتماعية . - ارتمت الرومانسية في أحضان الطبيعة فهي المواسي والأنيس والصديق والكتاب الذي تؤخذ منه العبر والدروس . والسباحة في عالم الخيال البعيد والانطواء على الذات . - غير أن الواقعية ليست ضد أدب الخيال والعاطفة فهي لا تعني نقل الواقع كما هو نقلا حرفيا بل هي تصوير الواقع كما يحسه الأديب إذا هي فلسفة خاصة في فهم الواقع . - فضلت الرومانسية الشعر’ والشعر يزينه الخيال كما قال حسان بن ثابت . - بينما آثرت الواقعية النثر من قصة ورواية ومسرحية ’ لأنه الأقدر على تصوير الواقع بمختلف تقلباته . ولتكتمل هذه الدراسة سنقارن بين تأثير كل مذهب في الأدب العربي . تأثير الرومانسية في الأدب العربي : أثرت الرومانسية بشكل كبير في الأدب العربي لسببين هما : - حاجتنا كعرب إلى التغيير السياسي والاجتماعي ... – الرومانسية تدعو إلى الثورة على التعسف والقهر وتحرير الإنسان من كل عبودية . فوجد فيها أدباؤنا مجالا للتنفيس عن آلامهم والتعبير عن تطلعات شعوبهم إلى الانعتاق من القيود"(4) المذهب الواقعي "بعد أن ضعفت ريح المذهب الرومانسي في فرنسا ، وفي كثير من أمم أوروبا وأمريكا ، عندها إشتاق الناس إلى أن يحدثهم الأدباء عن حياتهم الواقعية ، وبالفعل أخذ القصاصون العظماء أمثال ستندال ( 1783 - 1842 ) وبلزاك ( 1799 - 1850 ) وفلوبير ( 1821 - 1880 ) في فرنسا ، ودي فو ( 1660 - 1731 ) وفيلدنج (1707- ( 1754 في إنجلترا ، يكتبون القصص الواقعية الممتعة التي ينتزعونها من الحياة الواقعية الصميمة ، وكانت أوروبا كلها في ذلك الوقت تقبل على قصص هؤلاء الكتاب العظماء وقصص إضرابهم وتلتهمها التهاما نود أن نبين أن هناك فرق بين المذهب الواقعي والمذهب الطبيعي ، ومن مجرد النظر إلى إسم كل منهما نستنبط الفرق بين المذهبين فالشيء الطبيعي هو الشيء الذي يكون منسوباً إلى الطبيعة ، الطبيعة كما خلقها الله ، تلك الطبيعة التي لم تتأثر بالعوامل الخارجية الطارئة التي صنعها الإنسان في الغالب بما يتواضع علية من تقاليد وآداب ، وما يسنه من شرائع وقوانين ، وما يبتدعه من أصول الذوق العام ، أم عن الشيء الواقعي فهو الشيء الذي تحول إليه الشيء الطبيعي بعد أن تأثر بتلك العوامل الخارجية الطارئة ، والعوامل التي صنعها المجتمع بما تواضع عليه من تقاليد وآداب ، وما سنه من قوانين وشرائع . قبل أن نبدأ في موضوعنا هذا يجب أن ننبه إلى أنه ما من إنسان في هذا الوجود إلا وفيه قدر من الطبيعة وقدر من الواقعية بل ليس ثمة أي مجتمع من المجتمعات إلا وفيه من هذا وذاك إلا أنه إذا طغت علية سمات المذهب الطبيعي قلنا عنه أنه مجتمع طبيعي فإذا غلبت عليه سمات المذهب الواقعي سمياه مجتمعا واقعياً. ترى ما الفرق بين الصورة والكلمة وبين الكائن الحي في التعبير عن الحقيقة ؟... لماذا يشعر الجمهور نفسه ، الجالس في صالة المسرح بهذا الفرق ، ولماذا يرفض الجمهور السماح للممثل بأن يكشف عما يسمح لملتن ورابلية بالإنابة عنه ؟ ثم كيف يمكن أن يكون ثمة ضل من الشك في أن الممثل لا ينبغي أن يسمح له بالحرية نفسها التي يسمح بها للكاتب أو للمصور ؛ بل هو في الواقع لا يسمح له بهذه الإجازة ؟ يعتبر المذهب الواقعي وسيلة وضيعة من وسائل التعبير ، خلعوها على العين عميت أبصارهم ، فتسمعهم ينقنقون كالضفادع " الجمال هو الواقع ، والواقع هو الجمال - ذاك هو كل ما أعرفه في هذه الدنيا - وكل ما أحرص على أن أعلمه - فلا تدع المعرفة وراء هذا " . أم الفرق فهو مسألة حب ، فذاك الذي يحب هذه الدنيا فيرى الجمال في كل مكان ؛ إنه اله يحول النقص إلى كمال بالعلم والمعرفة ... إنه يستطيع أن يبريء الأعرج والمريض ، ويمكنه أن ينفخ روح الشجاعة في الضعاف المنحوبين ؛ بل في وسعة أن يتعلم كيف يشفي الأعمى فيرد عليه بصره ! إن القوة قد ألقت بمقاليدها بين يدي الفنان الذي يسيطر فيما اعتقد في هذه العالم . إن إمكانية أن يقع المذهب الواقعي من نفوس الجماهير موقع الاستحسان أمر محتمل تمام الاحتمال في فترة وجيزة من الزمن ، ولكن ليس في فترة غيرها فالجماهير لا تهتم دائما بالبحث عن المعرفة كلا بل هي لا تهتم حتى بعصارة الأفهام ، أو ذاك الجوهر الفرد البسيط الدائم ، الذي هو جوهر الحق ، المستقر في كل مكان إلى الأبد ، ولا يراه إنسان . إن ما يعني الجماهير هو الجري وراء المال ، تلك القوه السمينة البهيمية التي يرغون منها ما يمكن أن تتيح لهم - تلك القوة التي هي أشبه بالمرأة ، يصافحها المصافحون حينما لا يقنعون منها بقبلة ، تلك القوة التي أشبه بالسيد السند ، حينما ينفح بعشر قطع من الذهب إلى " سائلة الفقير " .... تلك القوة التي لا يعنيها إلا أن تتصدق بالقليل من المال في مواضع تكون فيها المحبة أولى وأجدى . فطالما كانت الجماهير تتألف من تلك الطبقة الخسيسة الحوشية ... تلك الطبقة المساومة التي لا تبذل من الخير إلا فتاته ، فلسوف تظل مفتونة بهذا المذهب الواقعي الذي هو حيلة الفنان الوضيع العاجز . إنه ليس ثمة ما يدعوا إثارة القلق في نفوس رواد المسرح ، وليس ثمة ما يدعوهم إلى استشعار الكآبة عفوا استشعار الغيظ إن أردت أما الكآبة فليس ثمة ما يدعوا إلى مثقال ذرة منها ، إذ أن هذا العدد المعدود من رواد المسرح الذين يشغفون بالجمال ويمقتون المذهب الواقعي ؛ هم أقلية صغيرة تتألف من ستة ملايين من الأنفس ، وهم مبعثرون هنا وهناك في أطراف المعمورة ، وهم كذلك لا يذهبون إلى المسارح الحديثة ، وإن ذهبوا فنادرا."(5) ابسن ومسرحياته الواقعية البطة البرية/ بيت الدمية. المذهب الطبيعي "ضعف المذهب الرومانسي في فرنسا، وفي كثير من دول أوروبا وأمريكا، واشتاق الناس أن يحدثهم الأدباء عن حياتهم الواقعية، وبالفعل أخذ القصاصون أمثال: ستندال Stendhal ”1783-1842م" وبلزاك "1799-1850م"، ودي فو "1660-1731م"، وهنري فيلدنج Henry Fielding "1707-1757م" ، في إنجلترا، يكتبون القصص الواقعية الشائقة التي ينتزعونها من الحياة الواقعية. والمذهب الطبيعي هو الشيء المنسوب للطبيعة، الطبيعة كما خلقها الله، الطبيعة التي لم تتأثر بالعوامل الخارجية الطارئة والتي يصنعها المجتمع في الغالب بما يتواضع عليه من تقاليد وآداب، وما يسنه من شرائع وقوانين، وما يقيمه من معاهد للعلم أو منشآت للفنون، وما يبتدعه من أصول الذوق العام، والأدب الطبيعي هو الذي يحدثنا عن هذه الحياة الطبيعية الفجة التي لم تتأثر بهذه العوامل المكتسبة. ولا شك أن الأخوين دي جونكور: إدمون "1822-1896م"، وجول "1830-1870م"، هما مبتكرا المذهب الطبيعي في الأدب الفرنسي، وقد كان نشاط هذين الأخوين لا يقف عند حد، وكانت لهما ميزات أدبية وفنية متنوعة، ويحسب لهما أنهما أدخلا مبادئ الفن الياباني في فرنسا. وقد كتب الأخوين دي جونكور في كل شيء، في الأدب الصرف وفي الرسائل والمقالات والقصص، وبالطبع في المسرحيات، وكانت شخصياتهما المسرحية دراسات صرفة من الحياة العامة كانا يأخذانها عمن يتصل بهم من الناس أخذا طبيعياً، لا يزيدان فيه ولا ينقصان. وقد كان غرض الكُتاب الطبيعيين أن يوفروا للأجيال التالية أكبر قدر من المستندات الحية التي يعرفون بها أهل الجيل الحاضر معرفة كأنهم يرونهم بها رأي العين. ويعتبر "إميل زولا Emile Zola" الذي ولد في باريس عام 1840م"، من أعلام المذهب الطبيعي، كذلك المسرحي جي دي موباسان "1850-1893م". والمذهب الطبيعي أدى بجميع أربابه إلى الدمار الخلقي والصحي، ولعل ذلك ناشئ من إلتزام الصدق في تسجيل مجريات الحياة، بل المبالغة في إلتزام ذلك، دون أن يعمل الأدباء حساباً للعواطف المكبوتة. ويلخص النقاد معالم المذهب الطبيعي في التالي: "وهذا المذهب الذي تتغلب فيه الحقيقة على كل من العقل والتفكير، والكاتب الطبيعي يقتصر على تصوير الحقيقة المجردة، وكشف بواطنها كشفاً لا يحفل بالخجل أو الحياء أو التقاليد، وهو لا يسمح لتفكيره مطلقا بالتدخل في شأن هذا التصوير". وللكاتب الطبيعي طريقته في كتابة مسرحياته، فهو يقلل ما أمكن من عناصر موضوعه، ويجعل عقدته، إن كانت له عقدة، بسيطة غاية البساطة، كما يقلل من الحركة، وهو يقتصد في حيل المذهب الرومانسي وزخارفه، كهذه الأحاديث الجانبية التي يتمتم بها بعض الممثلين فيما بينهم حتى يسمع الجمهور حوار غيرهم من الممثلين، وهو يقتصد كذلك في القطع الطويلة التي يلقيها ممثل واحد، والخطب المملة أو المؤثرة أو المفتعلة، وهو يستعمل بدلاً من ذلك كله الحوار الطبيعي الذي يتبادله المتحدثون. أما من حيث الموضوع، فيفضل الكاتب الطبيعي أن يختار موضوع مسرحيته من أحداث العصر الذي يعيش فيه والبيئة التي يحيا فيها، بل من أكثر الموضوعات جدة وأقربها إلى أمزجة جمهوره من النظارة. ثم إن الكاتب الطبيعي يختار هذه الموضوعات من حياة الرعاع، بل أسفل طبقة من طبقاتها، وهو يتعمد ذلك إما لطرافة ما يعرضه على المسرح من وسائل عيشهم، وإما مجاراة لريح الديمقراطية الزائفة التي تستهوي هذه الطبقات بالعطف المصطنع عليها وتكلف الرحمة بها. على أن الطبيعيين يعنون أشد العناية بأن يكون أبطال مسرحياتهم أبطالاً ضعافاً سلبيين، يسهل قيادهم والتأثير عليهم، كما يعنون بعالم الجريمة والأمراض، بوصفها نتيجة للظروف الاجتماعية والمرضية وظروف البيئة والوراثة، تلك الظروف التي هي في نظر الطبيعيين بمثابة تقابل القضاء والقدر عند الكلاسيكيين القدماء. ومن ثم كان معظم الكتاب الطبيعيين أقرب إلى التشاؤم والنظرة السوداء إلى الحياة ومستقبل الإنسانية منهم إلى التفاؤل والابتسام للمستقبل. لقد أراد بعض الكتاب الطبيعيون أن يصفوا لنا عالم بأسره فلم يستطيعوا أن يصفوا سوى مستشفى كل ما يحتويه هو أناس مجانين أو منحرفون ، وقد حدث هذا في المسرح حينما أصابته ريح المذهب الطبيعي ، لقد كان ابسن جبار المذهب الواقعي في المسرح وهو الذي كتب بعض مسرحيات اصطبغت بعض معالم المذهب الطبيعي إلا أنها لم تنزل إلى مستوى حضيض المسرحيات الطبيعية كما فعل تلاميذه الذين تتلمذوا على يد زولا وكذلك على الكاتب السويدي أوجست سترندبرج . إنه لمن المؤلم أن يؤدي هذا المذهب الطبيعي مذاهب الأدب بجميع أربابه إلى الدمار الخلقي والصحي ، ولعل السبب في ذلك هو إلتزام المذهب الطبيعي بالصدق في تسجيل مجريات الحياة والمبالغة في التزام ذلك ، دون أن يعمل الأدباء حساباً إلى العواطف المكتوبة التي تنفجر بالإطلاع المكشوف على ما يجمل به أن يختفي ويستتر من موبقات العالم الجنسي ، والذي يدهشنا أن المذهب الطبيعي لم يجتذب نحوه سوى ضعاف العقول والبنية من الأدباء وكذلك المفكرين المرضى والعليلين . لقد حاول بعض الأدباء أن يتتلمذوا على يد ابسن ، وحاولوا أن يقلدوا طريقته في الحوار وأسلوبه الموضوعي في تصوير الشخصيات لكنهم فشلوا ، ولعل السبب في فشلهم هو أن أسلوب ابسن في تصوير شخصياته أسلوب تحليلي ينتهي دائما إلى تعقيد القواعد وتقنين القوانين هذا ليس أسلوب المذهب الطبيعي والطبيعيين ، لأن الطبيعيين من أسمهم نستدل على أنهم لا يعنون بالقواعد والقوانين في تصوير شخصياتهم ، فهم إنما ينقلون لنا من الحياة صورة طبيعية صادقة ، طليقة من القوانين متحللة من القواعد ، غير مقيدة بالآداب والشرائع ، فمسرحيات الطبيعيين تضع الشخصيات بين المشاهد عارية سافرة ، كأنها مقاطع طويلة وعريضة لهضبة من الهضاب أو سهل من السهول . هذا وينحصر عملهم على إعطائك صورة لهذا المقطع ، أما ما وراء هذا فمتروك لك أنت وحدك تستنتج مما ترى ما يحلو لك من أفكار وآراء ونظريات على هدى ما ترى من طبقات ذلك المقطع . إن الطبيعيون من رجال المسرح قد ساروا على نهج زولا وأصحابه من قصر نشاطهم على تصوير حياة الطبقة الدنيا ، ونقل ما تزخر به تلك الحياة إلى المسرح ليراه الناس على حقيقته ، ولا ندري ما الذي جعل أولئك الطبيعيين يقصرون نشاطهم على تصوير تلك الطبقة على ما قصره علية زولا وأصحابه وبالأحرى كل ما يشين تلك الطبقة من سقوط وتهافت أخلاقي وشذوذ وضعة ، ولؤم ودنس وحب بهيمي فهل هم فعلوا ذلك لمجرد أنهم قلدوا زولا ؟ أو فعلوه لأنهم كانوا يؤمنون أن الذي يكشف النفس الإنسانية على حقيقتها كشفا تاما هو تصويرها وهي غارقة في حمأة الرذيلة ، دون أن يكسوها بما تكسوها به الفضائل من أثواب النفاق والرياء ، كأنه في نظرهم تلك الفضائل نفاق مصطنع ورياء مجلوب ، اخترعته الحضارة وتوسلت به الإنسانية في أطوار ضعفها لتجعله سلاحا للضعفاء يقيهم شرة الأقوياء ؟. لقد صرح الطبيعيون أن هدفهم هو أن يضعوا الناس أمام الحقيقة التي خلقوا عليها لا لبس فيها ولا غموض ولا تعميه ، وصرحوا أن غرضهم من تصوير الناس على هذا النحو هو أن يفهم المصلحون حقيقة النفس الإنسانية قبل أن يحاولوا إصلاحها ، فالطبيب النطاسي هو الذي يتحسس مواضع الداء ويتعرف أسبابه والأصل الذي عنه نشأ ، بطبيعي الحال ما دامت المسألة مسألة تشخيص لأمراض النفس الإنسانية فليس يهم الطبيعيين من هذه النفس إلا أمراضها ، والعجيب أن زولا - أمير القصة الطبيعية في الأدب الفرنسي - أدرك ما للمسرح من خطر في هذا الميدان ، فحاول أن يغزوه بتمثيلية من النوع الطبيعي اسمها " تيريزراكان " ففشل ، وفشلي تمثيليته ومن ثمة عاد إلى القصة وقصر نشاطه عليها . إن الذي فشل فيه زولا نجح فيه تولستوى ( 1828 - 1910 ) الروسي العظيم ، فقد كان طبيعياً إلى حد بعيد في تمثيلية " سلطان الظلام " حيث صور في هذه التمثيلية قوة تأثير البيئة وتحكمها على الفرد ، ولقد تجنب تولستوى الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه زولا ، ولعلة حينما جنب نفسه الوقوع فيه ، قد وقف مثل ابسن في أعلى درجات السلم الواقعي وفي أول درجات السلم الطبيعي."(6) المذهب الأدبي: هو اتجاه في التعبير الأدبي يتميز بسمات خاصة ويتجلى فيه مظهر واضح من مظاهر التطور الفكري الذي يشكل تياراً فكرياً.
المصادر : 3- الموقع السابق 4- نبيل راغب(د) : المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية، القاهرة،مكتبة مصر ،صـ320-350 بتصرف 6- دريني خشبة : المذاهب المسرحية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص 200-215 بتصرف للمزيد من الاطلاع في الموضوع السابق : 1- نبيل راغب(د) : المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية، القاهرة، مكتبة مصر. 2- محمد غنيمي هلال : المدخل إلى النقد الحديث، القاهرة: 1959م. 3-نبيل راغب(د): موسوعة النظريات الادبية ، الشركة المصرية العالمية للنشر ،2003 . 4- دريني خشبة : المذاهب المسرحية، الهيئة المصرية العامة للكتاب. 5- محمد غنيمي هلال : الأدب المقارن، بيروت.، دار العودة ، بدون تاريخ. 6- محمد غنيمي هلال :المدخل إلى النقد الحديث ،بيروت، دار العودة ، بدون تاريخ. 7- محمد غنيمي هلال : النقد الادبي الحديث ، نهضة مصر، بدون تاريخ. 8- شكري محمد عياد : المذاهب الادبية النقدية عند العرب والغربيين، عالم المعرفة ،1993، العدد 177. مواقع الانترنت : 12- www.hathayan.net 14- www. achamali.ahlamontada.com 15- www. abonaabdelmasieh.com 16- www.khaleejclub.com 19- www.aklaam.net 20- www.saven7.net :الحواشي يوجين اونيل ولد أونيل فى 16 اكتوبر 1888 في نيويورك لأب ممثل في المسرح هو جيمس أونيل ، ولم يستطع استكمال تعليمه الجامعي في جامعتي برنستون وهارفارد لعدم انتظام دراسته، واضطراره إلى السفر مع أبيه و فرقته المسرحية الجوالة حصل اونيل على جائزة نوبل فى الادب عام 1936 وتوفى فى 27 نوفمبر 1953 . ومن مسرحياته الأولى / قاصد إلى شرق كارديف 1916 / في الطوق 1917 / الرحلة الطويلة إلى الوطن / قمر الكارييز / الحبل ومن ثم أخذ يكتب مسرحيات طويلة منها / وراء الأفق / آنا كريستي / الوهم / الرجل الأول / الالتحام بحثه المتواصل عن شكل تعبيري ظهرت عدة مسرحيات له هي : الإمبراطور جونز / الغوريلا - القرد كثيف الشعر / الإله براون)(1) ) (هنريك إِبسن (1828- 1906) هنريك إبسن Henrik Ibsen كاتب مسرحي نرويجي مشهور، تألفت المجموعة الأولى من أربع مسرحيات هي " دعائم المجتمع" و" أشباح" ، و"عدو الشعب " بوكاتشيو اديب ايطالى يعد اول كاتب نثرى يستخدم اللغه المعاصرة ولد فى عام1313 وتوفى عام 1375 وذلك على عكس كتاب عصره امثال تشوسر ودانتى وغيرهم ممن كتبوا روائعهم فى قالب شعرى.ولقد اشتهر برواياته الرومانسية النثرية وعلى رأسها رائعته الروائية الديكاميرون اذ يتالف ذلك العمل من 100 رواية نظمت ببراعه (1349-1353) وتعطى تصور كلى وشامل عن رؤية بوكاتشو لمجتمعه. ويعرف بوكاتشيو أيضًا بابتكاره العديد من الأشكال الأدبية التي أصبحت فيما بعد من الأدب الإيطالي الشائع والمحبوب، ومثال ذلك، قصة فيلوكولو وهي أولى القصص الرومانسية النثرية الإيطالية. وأول قصة رومانسية شعرية إيطالية هي قصة فيلوستراتو .كما كتب بوكاتشيو أيضًا أول قصيدة شعرية إيطالية عن الرعاة تحكي عن حياة الريف وتسمى هذه القصيدة نينفيل فيسولانو (3) وأول من طور الكلاسيكية الكاتب الإيطالي بوكاتشيو 1313-1375م فألغى الهوة بين الكتابة الأرستقراطية والكتابة الشعبية، وتعود له أصول اللغة الإيطالية المعاصرة.(4) نيكولا بوالو الشاعر والناقد الفرنسي، و«مُشًرع البارناس» في عهد الملك لويس الرابع عشر. كان نصيراً للفكر والطبيعة في الفن، ومحباً للحقيقة، والوضوح، والتحديد الدقيق. فقد حاول أن يجعل الأدب علماً دقيقاً بوضعه قواعد صارمة له. وقد ساعد كثيراً جداً على ترسيخ الأدب الفرنسي وتهذيبه، محوّلاً إياه عن الميل الشديد إلى التصنع أو التكلف الذي برز في مطلع القرن السابع عشر. فساهم هكذا بتحديد المثال الأدبي الذي عُرف فيما بعد باسم الكلاسيكية.(5) كتابه الشهير فن الأدب الذي ألفه عام 1674م. حيث قنن قواعد الكلاسيكية وأبرزها للوجود من جديد، ولذا يعد مُنظر المذهب الكلاسيكي الفرنسي الذي يحظى باعتراف الجميع.(6) جون أولدهام شاعر انجليزى وكذلك ناقد أدبي ومن المؤيدين للكلاسيكية. 1653 – 1773م الذين تلو نيكولا بوالو وساروا على نهجهه الكلاسيكى .(7) جوتشهيد الناقد الألماني جوتشهيد 1700 – 1766م الذي ألف كتاب فن الشعر ونقده وهو من اتباع المدرسة الكلاسيكية الذين تلو نيكولا بوالو.(8) راسين الأديب الفرنسي راسين 1639 – 1699م وأشهر مسرحياته فيدرا والإسكندر والتى اتبع فيهما الاسلوب الكلاسيكى فى البناء الدرامى ولكل مسرحياته.(9) كورنى الأديب كورني 1606 – 1784م وأشهر مسرحياته السيد – أوديب. وهو كذلك من مؤيدى الكلاسيكية على نهج نيكولابوالو.(10) موليير (بالفرنسية: Jean-Baptiste Poquelin جون باتيست بوكلان الملقب موليير (Molière ) عاش (بباريس 1622- 1673 م) وهو مؤلف كوميدي مسرحي فرنسي. . ويعد من أشهر كتاب الملهاة في المسرحية الكلاسيكية ، وكانت أشهر مسرحياته تتسم بالسخرية وتظهر شخصيات قوية في نزاع التقاليد الاجتماعية. قام بالتعاون مع عائلة "بيجار" ( Béjartوهي من العائلات العريقة في فن التمثيل- بتأسيس فرقة "المسرح المتألق" (l'Illustre Théâtre- (1643) واتخذ في هذه الفترة لقب "موليير" الذي لاصقه طيلة حياته، إلا أنه ونظراً لكثرة المنافسين ونقص الخبرة فضل وفرقته الإنسحاب من الساحة ولو مؤقتا. قام وعلى مدى الخمسة عشر عاماً التالية (1643-1658) بقيادة فرقة جديدة من الممثلين المتجولين، أدت هذه الفرقة أولى أعماله الكوميدية، لاقت عروضها نجاحاً جماهيرياً، فبدأ نجم موليير في الصعود. إحتك أثناء هذه المرحلة بأناس من مختلف الطبقات، وقد ساعده ذلك عندما عبر عن خلاصة إستقراءه لشخصيات البشر من خلال مسرحياته الساخرة. كان "موليير" ممثلاً ومديراً للفرقة في نفس الوقت، ساهم بقدر كبير في وضع أصول الإخراج المسرحي، من خلال إدارته وتوجيهاته الدقيقة لأداء الممثلين على خشبة المسرح. أما عنه كمؤلف فقد قام لأجل خدمة أعماله الكوميدية وتوصيل أفكاره إلى جمهور المشاهدين، بتوظيف كل أنواع ودرجات الفكاهة، من المقالب السخيفة وحتى المعالجة النفسية الأكثر تعقيدا. هاجم في أعماله المشهورة الرذيلة المتفشية في أوساط المجتمع.(11) لافونتين ولد جان دي لافونتين في 1612 وتوفي1695 ويعتبر أشهر كاتب قصص خرافية قال عنه فلوبير إنه الشاعر الفرنسي الوحيد الذي استطاع أن يفهم تراكيب اللغة الفرنسية ويتمكن من استخدامها قبل عصر هوجو. وقد قامت فرنسا في عام 1995 بإصدار مجموعة من الطوابع البريدية (طابع بريدي) احتفاءً منها بشخصية لافونتين ومجموعة أعماله المعروفة باسم Fables. يمكن تقسيم كل أعمال لافونتين إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي: (القصص الخرافية النوادر والحكايات)، والأعمال الأخرى التي تتناول موضوعات متنوعة. ومن بين هذه الأقسام، يعتبر القسم الأول هو المعروف منها عالميًا. أما القسم الثاني فيعرفه فقط محبي الأدب الفرنسي، ودخل القسم الثالث من أعمال لافونتين في دائرة النسيان باستثناء بعض الأعمال القليلة التي تنتمي إليه. وتظهر الجوانب والبراعات المتعددة التي تتميز بها موهبة لافونتين في عمله المعروف باسم The Fables أكثر من أي نوع آخر من أعماله. وسار الكثيرون على نفس درب لافونتين في كتابة القصة الخرافية ؛خاصةً ما يحكي منها عن الوحوش.(12) فريدريك شليجل ويعد الناقد الألماني فريدريك شليجل أول من وضع الرومانسية كنقيض للكلاسيكية.وبعده تبلورت الرومانسية كمذهب أدبي، وبدأ الناس يدركون معناها الحقيقي التجديدي وثورتها ضد الكلاسيكية.(13) كما له مقالات أعادت النظر في الكتابة المسرحية وفي الفن والأدب(14) توماس جراي شاعر انجليزى (1716-1771) ينتمى إلى المدرسة الكلاسيكية وكان أستاذ جامعى يدرس فى جامعة كامبريدج الانجليزية. ولقد قضى معظم حياته كأستاذ جامعى فى جامعة كامبريدج وقليل من حياته قضاه فى التنقل والسفر. كما انه يعد واحد من قلائل الشعراء الذين طبعت أعمالهم وهم لم يفارقوا الحياة ولكنها لم تنشر كلها أثناء حياته. تأثر جراى بالكلاسيكية فى أسلوبه وذلك لتأثره بأعلام الشعر فى تلك الفترة والذين كانوا ينتموا إلى المدرسة الكلاسيكية السائدة فى عصرهم.(15) ويليام بيلك شاعر إنجليزي ورسام صحف وُلد في 28 نوفمبر 1757 وتوفي في 12 أغسطس 1827 كانت أعماله تُعتبر خلال حياته ولنصف قرنٍ بعد وفاته غير ذات أهمية، وأحياناً كانت تحُتقَر بوصفها أعمال مجنون، لكنها اليوم تعد علاماتٍ فارقة في الشعر والفنون البصرية للعصر الرومانتيكي. يمتازُ بليك بحساسيَّتهِ العالية وتجاوبه الدَّقيق مع عناصر الطَّبيعة الإنسانيَّة ومع معطيات عصره. وعلى الرَّغم من تأثيره العظيم على الرُّومانسيَّةِ الإنجليزيَّة فقد واجهه تحدِّياتٍ كبيرةً من تلك المدرسة أو الحركة أو من معاصري تلك الفترة. (16) شاتو بريان اسمه الكامل فرانسوا روني شاتوبريان علم من أعلام الثقافة الفرنسية كاتب ورجل سياسة من زمن لويس 18 ونابليون بونابرت ،ولد سنة 1768 وحين توفي عام 1848بباريس أقيمت له جنازة وطنية رسمية . لقبه الفرنسيون بـ ''أب الرومانسية(17) لذا يعد أحد أبرز رواد الشعر فى المدرسة الرومنطيقية في النصف الأول من القرن التاسع عشر, وقد كان رومانسياً على طريقته الخاصة, رومانسياً حمل جميع قسمات هذه الحقبة, من التعطش إلى جمال الشرق وسحره, إلى الحلم الجامح بالعودة إلى أحضان الطبيعة والمصالحة معها. كما أنه المؤسس الحقيقي للرومانسية الفرنسية, فقد أهلته تجربته مع الحياة لأن يكون رومانسياً من الصنف الأول, فقد كانت قصصه وكتاباته تعكس واقع حياته, تدور أحداثها في تضاعيف من مشاعر الملل والوحدة والحزن العميق, كما ابتكر شخصية محورية في الأدب الرومانسي (هي شخصية البطل العاطفي الذي لا يجد في العالم من يفهمه ولا يجد أنيساً في وحدته) فيتجه لإجترار آلامه, وإختلاق عوالمه الخيالية, وإبتداع عالم من السحر والأحلام بديل لكل ما هو قائم وبالتالي كان تأثير شاتوبريان محوريا ًعلى جميع الرومانسيين الفرنسيين اللاحقين.(18) بايرون جورج غوردون بايرون أو اللورد بايرون ؛ (22 يناير 1788 في إنجلترا - 19 أبريل 1824 في اليونان) شاعر بريطاني من رواد الشعر الرومانسي. كانت قصائده تعكس معتقداته وخبرته.شعره تارة ما يكون عنيفاً وتارة أخرى رقيقاً، وتتصف قصائده في أغلب الأحيان بالغرابة. يصر اللورد بايرون على حرية الشعوب وكان من أبرز رواد الفلهيلينية.(19) بودلير بدأ كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه ازهار الشر ، مدفوعاً بالرغبة في شكل شعري يمكنه إستيعاب العديد من تناقضات الحياة اليومية في المدن الكبري حتي يقتنص في شباكه الوجه النسبي الهارب للجمال ، وجد بودلير ضالته فيما كتبه الوزيوس بيرتيران من پالادات نثرية مستوحاة من ترجمات البالادات الاسكتلندية والالمانية الي الفرنسية. والبالاد هو النص الذي يشبه الموال القصصي في العربية وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما علي جمود الكلاسيكية. وفي عام 1861 بدأ بودلير في محاولة لتدقيق إقتراحه الجمالي وتنفيذه فكتب هذه القصائد التي تمثل المدينة أهم ملامحها ، وتعتبر معيناً لا ينضب من النماذج والأحلام. يعتبر بودلير من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم و لقد كان شعر بودلير متقدماً عن شعر زمنه فلم يفهم جيداً إلا بعد وفاته. وكان الشاعر شارل بودلير يري أن الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة وهي القصائد التي أُضيفت إلي أزهار الشر في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان لوحات باريسية. لم ينشر ديوان سأم باريس في حياة بودلير ، وهو الديوان الذي لم يتحمس له غوستاف لانسون وسانت ـ بيف ، هذا الديوان الذي أثر تأثيرا عارماً في الأجيال اللاحقة.(20) الانسان الأعلي (السوبرمان)* عند نيتشه فالإنسان الأعلى لدى نيتشه مفرط في آدميته، يخلق ذاته بإرادته ورغبته، يتنفس الطبيعة والفطرة والعفوية، يخلق مبادئه متخطيا الجميع، تتمظهر فيه "إرادة الاقتدار"، إرادة الحياة، وكل ألم عنده مناسبة لتعبّر الإرادة عن ذاتها، فالإرادة القوية تستفيد منه وتجعله لذة، بينما الإرادة الضعيفة تغوص في الألم، فالمرض محض صدفة، والإنسان الأعلى يحتفي بالصدفة، متقبلاً المصير ونمط الحياة المفروضَين عليه من رغبته. وحب القدر من الصفات الأساسية في الإنسان الأعلى، ومعه أيضا حب القدرة، ولا تتحقق "إرادة الاقتدار" إلا بعملية يتجاوز فيها الإنسان نفسه على الدوام، عبر مشوار طويل في تربية نفسه بنفسه، فمن الأسد رمز الشجاعة، مرورا بالجَمل رمز الذاكرة، وصولاً إلى الطفل رمز البراءة التامة، حيث الطفل هو الوحيد الذي يُخلق دائما ليؤكد إرادة الحياة و"العود الأبدي"، خصوصا بعد امتلاكه لشروط خلاصه، وهي الحكمة الأخلاقية على وجه التحديد، نزوعا جماليا نحو الاكتمال، وهكذا من "الفلسفة" إلى "الفن" إلى جسد وظيفته الرقص، ومن ثم يأتي دور اللعب الذي هو أفق الإبداع، ما يضعه في أعلى عليين. يرى نيتشه أن من يحقق تفرده بفعله الخاص يملك إرادته "إرادة القوة"(21) نيشته فريدريش نيتشه (1844 - 1900) الشاعر والفيلسوف الألماني الذائع الصيت الذي عاش حياة قاسية الى أبعد الحدود دفعته إلى الإيمان بما يمكن أن نسميه البعد الانطولوجي للألم، فالشر كامن في أساس الوجود، ولكن بالمقابل هذا الشر بريء مثل طفل إلى درجة النقاء المطلق. وتعد فكرة إرادة القوة بمثابة الموجِّه لحياته ومعرفته وكل شيء يتعلق به. ولذلك يرى نيتشه أن الإنسان القوي هو الذي «تتجه فيه كل القوى متوترة نحو غاية واحدة، وتتضاغط دون مشقة على هيئة نير». وارادة القوة لا تعيش الا على الخطر. فالإقدام نحو الأخطار هو ميزة الإنسان الأعلى. وهنا يؤكد نيتشه أن حرية هذا الإنسان الأعلى تكمن في عدم الرضوخ أمام الضياع والمعاناة والحرمان والحياة في جملتها. وها هنا تنبثق إلى الوجود غرائز البطولة والصراع والكفاح وحب الإنتصار لتسود على الغرائز الوضيعة مثل غريزة السعادة. (22) الوثبة الحيوية عند برجسون فالزمن يلغي الوعي العقلي الجامد. ومن هنا، فإن عنصر الامتداد (الحيز) الزمني يمكن تعريفه باعتباره التغير المستمر الذي يحدث في الزمن، وهو تغير لا ينبع من أية قوى متجاوزة للزمن وإنما ينبع من طاقة داخلية موجودة في أجزاء الوجود (مهما تنوعت أشكالها)؛ قوة كامنة متشابهة في الجميع: هي الحياة. وهذه الحياة الحالة في كل شيء تخلق فيما تحل فيه ميلا خاصا وتوجيها معينا يؤثران في كل جزئية من جزئياته: وهكذا يظل الجسم المادي يتشكل ويتغير حسب ذلك التوجيه الذي تمليه تلك الحياة الدافعة الكامنة فيه، ويسميها برجسون «الوثبة الحيوية» (بالفرنسية: إيلان فيتال elan vital) التي تنبع من مصدر لا متناه يوجد داخل الكون ذاته. واستمرار هذه الوثبة الحيوية وتعبيرها المستمر عن نفسها من خلال الزمان هو العنصر الأساسي في الكون. وينتج عن هذا أن ما يكون الوعي هو الذاكرة، فالذاكرة هي التي تستوعب الامتداد الزمني لأنها تراكم لكل إنجازات الماضي وتستدعي الصور الذهنية التي مرت بنا في التجارب الماضية مقرونة بما سبقها وما تلاها، فتتمكن بذلك من الحكم على المواقف المشابهة التي قد تعرض لنا حكما صادقا. فالذاكرة، من ثم، علم. لكن للذاكرة فوق هذا عمل آخر. فمن خلالها ينمو الماضي ليصبح الحاضر، ومن خلال الحدس، الذي هو جوهر الذاكرة، يدرك الإنسان جوهره الشخصي باعتباره (هو ذاته) امتداداً زمنياً وحيوياً، وكذلك يدرك الامتداد الزماني المبدع الذي هو الحقيقة المطلقة. وبواسطة الذاكرة يمكن أن يستوعب الخلود بأسره في لحظة واحدة، وفي ذلك تحرير لنا من قيود الصيرورة الطبيعية التي تخضع لها الأشياء الجامدة، فهي من ثم تحول الإنسان من آلة صماء في يد القوانين المادية ليصبح كائنا مدركا حر الإرادة قادرا على الاختيار. ومما يجدر ملاحظته أن الوثبة الحيوية في منظومة برجسون تحل محل الإله في كثير من المنظومات الدينية التقليدية. ومن ثم، فإن الإله في فلسفة برجسون كيان متغير متحرك قابل للنمو والتزايد باستمرار. وهو صيرورة كاملة، فهو ليس هنا ولا هناك، وهو ليس موجودا ولا يتصف بأي كمال من الكمالات التي ننسبها في العادة إلى المبدأ الإلهي، كما أن صفة القدرة المطلقة ليست من صفاته. ولا يوجد هنالك فارق بينه وبين العالم، فالاختلاف بينهما في درجة الشدة والتوتر أو الترقي، كما لا يوجد فارق بين الإله والإنسان. ويمكننا القول بأن مفهوم الإله في فكر برجسون يتأرجح بين فلسفة وحدة الوجود الروحية وفلسفة وحدة الوجود المادية، فهو يسمي المبدأ الواحد الذي يسري في الكون أحيانا «الإله» ويسميه أحيانا «الوثبة الحيوية». ومهما تكن التسمية، فإن العالم بأسره يرد إلى هذا المبدأ الواحد. فإذا كان الإله صيرورة وحركة نحو هدف، فإن الهدف هو الإنسان، فهو النقطة التي تتحقق فيها الوثبة الحيويةحيث يبلغ الإله كماله ووحدته بل ووجوده من خلال الإنسان، كما أن الكون حين يصل لحظة الكمال يشبه الإنسان). وكل هذا تعبير عن الواحدية الكونية وعن وحدة الوجود بدون إله، ولكنها وحدة وجود فيضية من نوع خاص تجعل الإله الينبوع الحر الخالق الذي تنبعث منه الحياة والمادة على السواء بمقتضى جهد إبداعي يتجلى في تطور الأنواع الحية وظهور الشخوص البشرية. ويظهر الفكر الأخروي لهذه المنظومة في لحظة الكمال النهائية التي ستتحقق داخل الزمان التاريخي وتلغيه في ذات الوقت. هذه هي ركيزة النسق الأساسية: وثبة حيوية تعبر عن نفسها من خلال مادة واحدة، والتاريخ الكلي للبشرية إن هو إلا محاولتها التعبير عن نفسها عبر الزمان. ومادام الزمان هو نسيج الواقع، فإن التطور هو الحقيقة الوحيدة الثابتة. والتطور تسلسل منطقي من الأحداث والصور، وهو تحرك ليس آليا برانيا مدفوعا من الخارج وإنما هو حيوي مدفوع من الباطن، من داخل المادة نفسها، والتطور يأخذ شكل تزايد في التركيب فتيار الحياة، التي تدفعه الوثبة الحيوية نبع في وقت ما وفي نقطة من مكان ما، وانتقل من جسم إلى جسم ومن جيل إلى جيل، ويمضي قدما نحو أعلى صور الحياة وأرفعها.(23) برجسون "أحد أهم الفلاسفة الفرنسيين في مطلع القرن العشرين. ولد في باريس في 8 أكتوبر 1859. قسم برجسون الوقت إلى نوعين الوقت العلمي الذي يقسم الساعة إلى ستين دقيقة والدقيقة إلى ستين ثانية وهو وقت ثابت لا يتغير والوقت النفسي وهو الوقت الذي يعيشة الإنسان ويستمتع به وهو بالنسبة لبيرغنسون الوقت الحقيقي. اعمال هذا الفيلسوف المرتكزة أساسا على نقطة جوهرية الا وهي : الفكر والمتحرك والتي اعتبرت نوعا من انقلاب أو ثورة فلسفية"(24) حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعرًا معتبرًا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول بعد الهجرة. توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و 40 هـ.وبعد إسلامه اعتبر شاعر النبي محمد بن عبد الله.كنيته أبو الوليد.(25) جي دي موباسان كاتب و روائي فرنسي وأحد آباء القصة القصيرة الحديثة .من أشهر قصصه : "كرة الشحم" ، "بيير و جان" و من أهم قصصه القصيرة: " العقد" ، "الآنسة فيفي".(26) لذا موباسان هو أول من كتب القصة القصيرة في شكلها الحديث المتكامل. كتبها قبله كثيرون بالطبع منهم مارك توين و إدجار آلان بو لكنهما لم يهتديا إلى ما اهتدى إليه موباسان من أن القصة القصيرة لا تحتاج إلى الوقائع الخطيرة و الخيال الخارق.. بل يكفي الكاتب أن يتأمل في الأحداث العادية، و الأفراد العاديين، لكي يفسر الحياة و يعبر عن خفاياها من خلال موقف أو لحظة من لحظاتها.(27) الاخوان دي جونكور الاخوان دي جونكور: لاشك بأن الاخوين دي جونكور : ادمون ( 1822 – 1896) و جول ( 1830 – 1870) هما مبتكرا المذهب الطبيعي في الادب الفرنسي، بل هما مبتكرا ايضا المذهب الرمزي. او يعود اليهما الفضل في ابتكاره. كان نشاط هؤلاء الاخوين لا يقف عند حد وكانت لهما ميزات ادبية وفنية متنوعة. فيؤثر انهما ادخلا مبادىء الفن الياباني في فرنسا. وقد الف ادمون آخر كتبه عن الفنان الياباني " كوساى". وقد كتبا في كل شيء في الادب الصرف في الرسائل، المقالات، القصص والمسرحيات، ومقالاتهما في وصف المجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر من امتع ما كتب في هذا الباب. ان شخصياتهم القصصية والمسرحي كانا يأخذانها بشكل صرف من الحياة العامة عمن يتصل بهم من الناس اخذا طبيعيا لا يزيدان فيه ولا ينقصان، ان عملهما الادبي ينحصر في تسجيل حركات الشخصيات بدون تدخل حتى لا يكاد القارىء ان يحس بوجود الكاتب . انهما آلة كاتبة او " كاميرا" في يد البيئة او يد الحياة. ان غرضهم الوحيد هو ان يوفروا للاجيال القادمة اكبر قدر من المستندات الحية التي يعرفون بها اهل الجيل الحاضر معرفة كأنهم يرونهم بها رأي العين. العجيب ان قصص دي جونكور ومسرحياتهما لا يقرأها احد اليوم الا الذين يشتغلون بالحفريات الادبية. واهم ما تركا خلفهما هو "جورنالهم" الذي يؤرخ لحقبة طويلة حافلة من تاريخ الادب الفرنسي والذي استمر من عام 1851 حتي1895م.(28) أوجست سترندبرج عاش الروائي والكاتب المسرحي السويدي أوجست سترندبرج August Strindberg (1849 :1912)حياة حافلة بالإنتاج الغزير وبالأحداث المثيرة والعجيبة وهو من معاصري (ابسن Ibsen) وتشيكوف Chekhov وبه يكتمل الثلاثي الرائد الذي قاد حركة المسرح الحديث منذ أواخر القرن الماضي الى مطلع القرن العشرين، وأعطاه ملامح التجديد فيه. كتب سترندبيرج أنواعا عديدة من المسرحيات، فهناك مسرحياته التاريخية ومسرحياته الطبيعية نسبة إلى المذهب الطبيعي ثم مسرحياته الشاعرية الخيالية التي تميز بها بين كتاب عصره، ولعل هذا يعود الى طبيعة العبقرية والجنون في شخصيته مما جعل حياته وتقلباتها مصدراً من أهم مصادر أعماله الأدبية وجعل دراستها من أهم العوامل لفهم مسرحياته. مسرحياته الطبيعية الواقعية مثل (الأب) و(الأنسة جوليا) وغيرها من المسرحيات التي تدور حول الصراع بين الرجل والمرأة إلى جانب مسرحياته التاريخية، إلا أنه اكتسب مكانة عالمية أكبر بالمسرحيات التي كتبها بعد فترة الجنون وأصبح رائد الاتجاه النفسي في المسرح بمسرحيات (الحلم والعقل الباطن). تلخص فلسفة سترندبرج فى أن العالم مبتلى بالصراع بين قوتين قوة الروح وقوة الجسد، الخير والشر، يعاني الإنسان في دنياه لأنه معلق بين الأرض والسماء، حائر بين أشواقه الروحية التي تدعوه إلى السمو وبين شهواته الدنيوية التي تجره إلى الأرض. ويرى سترندبرج أن الفهم والتسليم بمصائب الحياة يُعلمان الصبر على البلاء وأن لا سبيل لسعادة الإنسان إلا بخلاص الروح من كل القيود المادية التي تثقلها وتجرهاه إلى وحل الأرض(29)! تولستوي الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي ( 9 سبتمبر 1828- 20 نوفمبر 1910 ) من عمالقة الروائيين الروس ومن أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر والبعض يعدونه من أعظم الروائيين على الإطلاق. كان ليف تولستوي روائي ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي وعضو مؤثر في أسرة تولستوي.أشهر أعماله روايتي (الحرب والسلام) و(أنا كارنينا) وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية. كفيلسوف أخلاقي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب (مملكة الرب بداخلك) وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتماغاندي ومارتن لوثر كينج في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف. ويُعد كتاب (الحرب والسلام) 1869م من أشهر أعمال تولستوي، ويتناول هذا الكتاب مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة ما بين 1805 و1820م. وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام 1812م.ومن أشهر كتبه أيضًا (أنا كارنينا) الذي عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي أنَّا كارنينا. ومن كتب تولستوي أيضًا كتاب (ما الفن؟). وأوضح فيه أن الفن ينبغي أن يُوجِّه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطًا يخاطب عامة الناس.(30) برجوازية البرجوازية هي طبقة اجتماعية ظهرت في القرنين 15 و 16، تمتلك رؤوس الأموال والحرف, كما تمتلك كذلك القدرة على الإنتاج والسيطرة على المجتمع ومؤسسات الدولة للمحافظة على امتيازاتها ومكانتها بحسب نظرية كارل ماركس. و بشكل أدق البرجوازية هي الطبقة المسيطرة و الحاكمة في المجتمع الرأسمالي ، و هي طبقة غير منتجة لكن تعيش من فائض قيمة عمل العمال ، حيث أن البرجوازيين هم الطبقة المسيطرة على وسائل الإنتاج ، ويقسمهم لينين إلى فئات حيث يشمل وصف البرجوازيين بالعديد من الفئات تنتهي بالبرجوازي الصغير و هم المقاولون الصغار و أصحاب الورش الصغيرة. والجدير بالذكر هنا أن الطبقة البرجوازية هي التي قامت بالثورة الفرنسية التي تعتبر بالتالي ثورة برجوزاية أطاحت بطبقة النبلاء ورجال الدين وبشرت برؤى جديدة حول الحياة. تشير البرجوازية -في الاستخدام الحديث- لها إلى طبقة اجتماعية في النظام الرأسمالي تمتلك الثروة المالية، أو ممتلكات أخرى تدر ربحا. منشأ المصطلح البرجوازية Bourgeoisie هي مصطلح فرنسي مشتق من كلمة burgeis. وقد كانت البرجوازية طبقة "رسمية" في المجتمع الفرنسي، ويصنّف المنتمون إليها وفقا لمدة إقامتهم في المجتمع، والمصدر الذي يحصلون به على الدخل. يبدو المصطلح الفرنسي مشتقا من الكلمة الإيطالية borghesia التي تعني قرية، والتي اشتقت بدورها من الكلمة اليونانية pyrgos. وهي تستخدم بمعنى الرجل الحر الذي يتمتع بحق المواطنة في المدينة التي ينتمي إليها. تطورت الكلمة بعد ذلك فيما بعد ليدل معناها على طبقة التجار. وحتى حلول القرن التاسع عشر كانت تدل بصفة أساسية على الطبقة الوسطى، وهي تلك الطبقة التي تقع في المنطقة الوسطى بين طبقة النبلاء وطبقة البروليتاريا أو طبقة العبيد. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بدأت ثروة وسطوة طبقة النبلاء في الانحدار، وعندها صعدت الطبقة الوسطى لتصبح طبقة حاكمة جديدة.(31) جول : جول فيرن Jules Verne جول فيرن )Jules Verne( ولد في 8 فبراير 1828 م - توفي في 24 مارس 1905 م كاتب فرنسي من القرن التاسع عشر. كان له الفضل في تأسيس ما يعرف بـ أدب الخيال العلمي.(32) ومن اهم أعماله التى ساعدت العلم واستلهم كثير من العلماء منها اختراعاتهم كانت" رحلة الى مركز الارض" و" عشرون ألف فرسخ تحت الماء"،" حول القمر"," المدينة العائمة"،"حول العالم في ثمانين يوم" وغيرها كثير.(33) . مصادار الحواشي 1- www.wikipedia.org www. arab-ency.com-2 www.mosoa.aljayyash.net-3 4- / www.saaid.net http://forums.msryat.org-5 7- الموقع السابق 8- الموقع السابق 9- الموقع السابق 10- الموقع السابق http://www.doroob.com-11 http://ar.wikipedia.org/wiki-12 http://ar.wikipedia.org/wiki-19 20- الموقع السابق http://www.alssiyasi.com-21 http://www.alzawraa.net-22 http://islamport.com-23 http://ar.wikipedia.org/wiki-24 25- الموقع السابق 26- الموقع السابق http://www.arabicstory.net-27 http://www.heandshe2.com-28 http://www.al-jazirah.com/-29 http://ar.wikipedia.org/wiki-30 31-الموقع السابق 32-الموقع السابق 33- الموقع السابق . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.