التطور المعماري لخشبة المسرح
مرت خشبة المسرح بالعديد من مراحل التطور التى أضافت كل مرحلة من تلك المراحل بعدا جديدا فى شكل خشبة المسرح وترجع تعددية مراحل تطور خشبة المسرح تبعا لكون المسرح من أقدم الفنون التى عرفها الإنسان على مر العصور لذا سنقوم فى السطور القادمة بعرض أهم مراحل التطور التى أثرت على شكل خشبة المسرح على مر العصور.
" 1- المسرح الإغريقي:
لقد كان المسرح الإغريقي غاية فى البساطة أثناء بدايته حتي أنه كان مكونا من دائرة للأوركسترا فقط، وعلي هضبة يحيط بها منحدر تل الاكروبول في نصف دائرة وكان يقف عليه الشعب بدون مقاعد أو قد يجلسون القرفصاء إذا تعبوا من الوقوف يشاهدون فرقة المنشدين أو الكورس الراقص. ومع التطور في الشكل المعماري أصبح المشاهدين يجلسون في التياترون وهو عبارة عن صفوف من الدكك او البنوك المتدرجة علي هيئة نصف دائرة شبيهة بالأستاد المصمم علي هيئتي حدوة حصان من ناحية الحدوة لا من ناحية الفتحة وكان علي المشاهد أن يصعد الكليماكس أي السلم ليبلغ مقعده داخل الكركيس أي القسم أو القطاع أو الجناح الخاص به مارا في الأغلب أول الأمر بالديازوما اي الدهليز أو الممر وهو مثل التياترون نصف دائري.
هذا الدهليز نصف الدائري يصل الجزء الأعلي من التياترون عن القسم الأسفل منه.ومن تحت المشاهد مباشرة في منتصف الصف الامامي من الجزء الأسفل من التياترون كان هناك عرش يجلس عليه كاهن ديونيسيوس رب الخمر والدراما وهو مكان الصدارة.وكان المتفرج يري أمامه في مركز نصف الدائرة دائرة تمة تسمي اوركسترا ومعناها حرفيا حلبة الرقص. وفي مركز الدائرة تماما كان هناك هيكل أو مذبح وكثيرا ما كان هذا المذبح يستخدم فعلا في بعض المسرحيات التي كانت تتضمن مشاهد تنص علي استخدامه.هذا المكان (الدائرة الوسطي) كانت يجري عليها جزء من العرض الدرامي.ومجموعة الكورس الدرامي تقدم رقصاتها وتنشد اناشيدها. في النهاية السفلي يقع علي الجانبين باردووس ممشي فسيح واحد علي اليمين وأخر علي اليسار وكان هذان الممشيان لدخول الجمهور وإنصرافه ولدخول الممثلين ومجموعات الكورس وإنصرافهم أيضاً.
وبهذا يكون أكثر الاوركسترا الدائرية مٌحتوي داخل التياترون ولا يقع في فتحة حدوة الحصان منها إلا جزء يسير وكان هذا الأحتواء عظيم الأهمية لأنه كان يمكن الجمهورالجالس في الجانبين من مواجهة الممثلين تماما مثل الجمهور الجالس في الوسط.ومن خلف الاوركسترا الدائرية كانت تقع الاسكينا ومعناها المنظر أو المشهد أو ما نسميه اليوم الديكور وقد كانت هذه الاسكينا مقامة من بناء خشبي ثم أقيم مكانه بناء حجري دائم وثابت حين اتجه المشتغلون بالمسرح الإغريقي إلي تثبيت الديكور ولقد كان للاسكينا ثلاثة أبواب وكانت هذه الأبواب تستخدم في دخول وخروج الممثلين بالإضافة إلي الباردوس الأيمن والأيسر علي الجناحين.
(صورة للمسرح اليوناني القديم)
2- المسرح الروماني :
عند مقارنة المسرح الروماني بالمسرح الإغريقي نجد أنه ليس إلا إنعاكسا لعلاقة الفن الروماني بالفن الإغريقي الذي طبعه بطابعه وأثر فيه تأثيرا تاما. إذ نجد أن الرومان قد ساروا علي نهج الإغريق في أسس التصميم المسرحي كما أنهم أضافوا إلي فن العمارة نوعاً من الهندسة المعمارية الزخرفية وذلك بتصميم الأقواس التي تتميز بها بناء مسارحهم. ومن الملاحظ أن الرومانين لم ينشئوا مسارحهم علي سفوح التلال كما كان يفعل الإغريق بل أقاموها علي أرض مستوية وذلك لكي تظهر فخامة المبني وزخرفته من الداخل والخارج.
كما أهتم الرومان بإعداد المقصورات لعلية القوم وكان مكان الاوركسترا في مستوي الأرض ويحتوي علي فراغ كبير يمكن شغله بأماكن إضافية لجلوس النظارة عند الحاجة وكانت هناك درجات من الحجر تصل مكان الاوركسترا بالمسرح والحائط الخلفي له أما المسرح فكان مرتفعاً وعميقاً جداً وعندئذ ظهرت الحاجة إلي إقامة مناظر ثابتة تصنع من الخشب".(1)
(صورة للمسرح الرومانى)
" 3- المسرح في عصر النهضة:
لم يبدأ إنشاء المسارح وتجديدها حتي تساير التطور الحديث فى مجالات الفن وخاصة موجة الفنون التشكيلية إلا في أوائل القرن السادس عشر أكثر قرن من قرون النهضة الاوروبية إزدهارا فمنذ ذلك الحين أصبح المتفرج يشاهد مدرجات حديثة وتغير شكل خشبة المسرح وأتخذت أشكالا جديدة كما ظهرت الستائر كغطاء للمنظر وأصبح فن الديكور المسرحي الجديد قائما علي المنظور كأساس للرسومات المختلفة .
4- المسرح في عهد إليزابيث:(المسرح الإليزابيثى)
أزدهرت مكانة المسرح فى تلك الحقبة بشكل كبير جدا وذلك لاهتمام "الملكة إليزابيث الأولى" ملكة انجلترا فى القرن الثالث عشر بفن المسرح وإنشائها للعديد من المسارح ومن هنا جاءت تسميته بالمسرح الإليزابيثى نسبة إلى "الملكة إليزابيث" راعية فنون المسرح فى تلك الحقة كما ظهر فى تلك الفترة المؤلف العالمى الأنجليزى العظيم "ويليام شكسبير" . وكان التصميم المعمارى للمسرح عبارة عن صالة مربعة أو مستطيلة وفي وسطها المكان المخصص للملك ثم مدرجات النظارة أو مكان مسطح لجلوسهم. وأول مسرح كان له شكل مستدير ثم أصبح المسرح المذكور علي شكل سباعي مرتفع بحيث يستوعب ثلاثة أدور لجلوس النظارة وكانت أضلاعه المسبعة مغطاة بجمالون من الأردواز لحماية النظارة من التقلبات الجوية أما باقي المسرح فكان بدون سقف.
5- المسرح من القرن السابع عشر الي القرن التاسع عشر
لم تتخذ خشبة المسرح وضعها وصورتها الحالية إلا منذ قرنين أو ثلاثة ليس أكثر ".(2)
(صور للمسرح الحالى)
المصادر:
1- احمد بدوى(د): محاضرات فى علوم المسرح ،الزقازيق ، جامعة الزقازيق، كلية التربية النوعية،صـ65 -67 .
2- لويز مليكة(د): الديكور المسرحي، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1990 ، صـ 15 .
لمزيد من الاطلاع فى الموضوع السابق:
1- لويز مليكة(د): الديكور المسرحي، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1990 .
2- احمد بدوى(د): محاضرات فى علوم المسرح ،الزقازيق ، جامعة الزقازيق، كلية التربية النوعية.
6- startimes.com
10- www.lakii.com
11- www.moqatel.com
12- www.4adab.com
13- msrhzgzig.ahlamontada.com
الحواشى
تل الاكروبول - الاكروبوليس
" الأكروبوليس: معبد يوناني قديم يقع في العاصمة اليونانية أثينا على قمة تل . وتم استخدام الأكْرُوبُولِس فيما بعد كمركزدينيّ وعسكريّ للدولة ـ المدينة في اليونان القديمة. إذ كان يقوم الإغريق عادةً بتحصين جبل يُسمى أكروبولس داخل المدينة أو بالقرب منها بغرض الدفاع. وهو في الغالب أول مكان يُسْكَن فيه. وقد جرت العادة، عندما كانت الحضارة الإِيجيَّة التي ظهرت في جنوب اليونان في أوجها (1400 إلى 1200ق.م.)، أن يشيد قصر أيّ مَلِك على جبل.كذلك يستخدم القصر قلعةَ عسكريَّة وموقعًا يلجأ إليه سكان المدينة في حالات الطوارئ، وكانت تشيّد أهم معابد الدولة ـ المدينة في ذلك المكان أيضًا، وهو يضم ضرائح الآلهة.
ويوجد بأثينا أشهر أَكْرُوبُولس، حيث تتميَّز قمته الجبلية بطبيعتها الصخرية التي كانت في الأصل موقعًا لمستودع الأسلحة المَحَلِّيَّة والقصر المَلَكِيّ. وفي عام 480ق. م. دَمَّرَ الفُرْسُ كثيرًا من المباني القديمة الواقعة على الأَكْرُوبُولِس، وذلك أثناء غزوهم الذي قاموا به في ذلك العام. ثم قام الأثينيون بعد ذلك ببناء مجموعة جديدة من المعابد. ويَحْتَلُّ مسرحان وبعض الأماكن المُقَدَّسة الصغيرة منحدرات قمة الجبل. ويُنَظَّمُ موكب في الأعياد الدينيَّة، يأخذ طريقه إلى أعلى منحدرات الأَكْرُوبُولِس، ليَمُرَّ عَبْرَ المَدْخَل الضخم، وهو بوابة كبيرة مسقوفة تؤدي إلى المعابد المختلفة ".(1)
الملكة إليزابيث الأولى
" الملكة إليزابيث الأولى مؤسسة بريطانيا الحديثة التي كانت في عصرها أقوى امرأة في العالم. أرست دعائم بريطانيا الحديثة بعد التطرف الديني الذي مارسه أخوها البروتستانتي ادوارد السادس وأختها الكاثوليكية ماري الأولى. تولت إليزابيث الحكم بعد شقيقتها والتي كانت كاثوليكية المذهب، فيما تبنت هي المذهب البروتستانتي المعتدل. عاشت الملكة عزباء طيلة حياتها، ولم تتزوج قط وأطلق عليها الملكة العذراء كما عُرفت بحيويتها الدائمة، وتميز حكمها بالطابع الاستبدادي، عرفت إنجلترا أثناء فترة حكم الملكة إليزابيث نهضة علمية وفنية كبيرة (شكسبير في الأدب، مالرو في الشعر وغيرهم). كانت الملكة آخر الحكام من أسرة التيودور. خلفها على العرش "جيمس الاول" ابن "مارى ستيوارت".
وخلال حكم إليزابيث الأولى بسطت بريطانيا نفوذها في شتى بقاع العالم وبدأت أستعمار أميركا الشمالية وأكتشفت أثناء ذلك التبغ والبطاطس. وفي عهدها سيطرت بريطانيا على البحار وعلى طرق التجارة من أميركا اللاتينية مما أدى إلى أنتشار اللغة الإنجليزية في الكثير من بقاع العالم. إذ منحت إليزابيث الأولى الاستقرار لبريطانيا بعد تطرف أخويها إدوارد وماري. وأدركت أن الحكومات يجب أن تحظى بتأييد شعبي وإلا فلن تتمكن من العمل " .(2)
وليم شكسبير
" يعتبر وليم شكسبير أعظم شاعر وكاتب مسرحي في تاريخ الأدب الإنجليزي ، وأبرز كتاب الدراما فى العالم و في تاريخ الآداب العالمية. تتكون أعماله من 38 مسرحية و154 سوناتا وعدد أخر من القصائد.
أنتج شكسبير أغلب أعماله المعروفة بين 1589 و 1613 حيث كانت مسرحياته الأولى بشكل عام كوميدية وتراجيدية ، وهي أنماط قام برفعها إلى ذروة التعقيد والحبكة الفنية بحلول نهاية القرن السادس عشر. ثم قام بكتابة المآسي بشكل عام حتى قرب 1608، بما في ذلك هاملت ، والملك لير ، ومكبث ، والذين يعدون من أفضل الأعمال باللغة الإنجليزية. وفي مرحلته الأخيرة، قام بكتابة الكوميديات التراجيدية، المعروفة أيضا باسم الرومانسيات، وتعاون مع كتاب مسرحيون آخرون. صدرت العديد من مسرحياته في طبعات مختلفة الجودة والدقة خلال حياته. في عام 1623، قام اثنان من زملاؤه السابقين بالمسرح بنشر الورقة الأولى له، وهي طبعة تم جمعها لأعماله الدرامية والتي شملتهم جميعا عدا أثنين من المسرحيات اللتين عرف الآن أنهما لشكسبير.
كان شكسبير شاعرا وكاتبا مسرحيا محترما على أيامه، ولكن لم تنهض سمعته لأرتفاعها الحالي حتى القرن التاسع عشر. حيث شهد الرومانسيون على وجه الخصوص، بعبقرية شكسبير، كما عبد الفيكتوريون شكسبير عبادة الأبطال وبتبجيل وصل أن جورج برنارد شو قال أنه "صنم الشعراء الملحمين" (Bardolatry) في القرن العشرين، كانت أعماله قد أعتُمدت مرارا وأُعيد اكتشافها من قبل الحركات الجديدة في التدريس والأداء. ولا تزال مسرحياته تتمتع بشعبية كبيرة حتى اليوم وتتم بشكل مستمر دراستها، وأدائها وإعادة تفسيرها في مختلف السياقات الثقافية والسياسية في جميع أنحاء العالم ".(3)
مصادر الحواشى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.