12 نوفمبر 2009

النقد الأدبي

النقد الادبي
 
        النقد الأدبي هو فن دراسة الأعمال الأدبية , دراسة تقوم على التحليل والشرح والتفسير لتذوقها تذوق صحيح, والحكم لها أو عليها بموضوعية وإنصاف.

        ويختلف متذوقو الأدب في نظرتهم للأعمال الأدبية وحكمهم عليها بإختلاف الأسس التي يعتمدون عليها في نقدهم ,والقواعد التي يتبعونها في إصدار الأحكام .
 
  ونتيجة لذلك نجد أنواعاً مختلفة من النقد, نصنفها في نوعين كبيرين هما:

النقد التأثري والنقد الموضوعي

1- النقد التأثري
        النقد التأثري هو كل نقد أخرجه صاحبه تحت تأثير الإنطباعات الأولية السريعة,أو الأهواء الشخصية المتحيزة ,أو المزاج الفردي الخاص ,ولم يخرجه نتيجة تأمل ودراسة مدققة
تعتمد على معايير وضوابط متفق عليها.
        ويكون غالبا ًهذا النوع من النقد أحكاماً عامة غير معللة حيث يصف الناقد النص بصفة ما ويفصلها ،ولا يبين الأسباب التي جعلته يطلقها ,كأن يقول:هذه أعظم قصة أو مقاله أو هذا أشعر بيت آو أبدع...ويذكر أسباب سطحية غير مقنعة لاتكفي أن يحكم عليها بهذا الحكم
وغالبا ما يكون حكم الناقد على حسنة معينه فيعممها على كل النص أو خطاء معين فيعممه
ويتصف هذا النقد بالسذاجة والمبالغة ,لأن الناقد بناه نتيجة إنفعالاته المباشرة ولم ينظرفي أجزاء النص كلها ولم يهتم بالقواعد التي أتفق عليها العلماء.

        ويكثر هذا النوع من النقد في المراحل المبكرة من تاريخ النقد ,أي قبل أن يتحول الى علم واسع ,ويكثر الأن عند فئات من النقاد منهم: المبتدئون الذين لم يتمرسو في الأدب , والمتعصبون الذين يتحمسون لأديب ما فيظهرون حسناته وحدها ,ويحكمون عليه من خلالها ويغفلون عن عثراته والمزاجيون الذين تكون لهم ميول فردية خاصة فيعجبون في الأعمال التي توافق أهوائهم ويعيبون الأعمال التي تخالفها .

        وطبيعي أن مثل هذا النقد لا يفيد المجتمعات الإنسانية ,فلا يرتقي بأذواق الجمهور ,ولا يساعد الأديب على تحسين إنتاجه ,لأن مقاييس الجمال والقبح فيه ذاتية وغير مستقرة.
2- النقد الموضوعي:
        النقد الموضوعي هو النقد الذي يصدر عن دراسة وتمحيص ،ويلتزم الناقد فيه منهجاً معين , ويطبق القواعد الذي أتفق عليها عدد من النقاد ويحكم ذوقه وعقله وثقافة الفنية والعامة في آن واحد, يستسلم لميوله الخاصة , ولايتحيز ويدعم أحكامه بالحجج والبراهين.
        ويكون هذا النقد مفصلاً ومعللاً, حيث يحلل الناقد العمل الأدبي ,وينظر في أجزائه كلها, ويبين مواطن الإجادة والتقصير فيها ,ويشرح سبب حكمه عليها بالإجادة أو التقصير ثم يبين من الأحكام الجزئية حكم عام , يُقوم فيه العمل الأدبي كله.
        ويقتضي هذا النوع من النقد أن تكون لدى الناقد خبرة كبيرة ,تمكنه من التحليل الدقيق والقدرة على المناقشة, وكذلك ذوق مدرب يساعده على تميز مستويات الجمال والقبح المختلفة , وثقافة واسعة تعينه على الموازنة وتطبيق القواعد النقدية.
        ويكون حكم النقاد في النقد الموضوعي متماثلة أو متقاربة, فلو أعطينا عملاً أدبياً واحداًَ لمجموعة من النقاد الموضوعيين فنقدوه , لوجدنا نقدهم متشابها,والخلافات في ذلك محدودة, ويكون سببها الفروق الدقيقة في الأذواق .وهنا نذكر أن النقد الادبي يختلف   عن العلوم التجريبية ( الرياضيات ، الفيزياء ، الكيمياء..) في أن قواعده ليست حقائق علمية ثابتة ,بل حقائق وجدانية,تسمح بوجود فروق محدودة بين ناقد وآخر.
        ولاشك أن النقد الموضوعي نتيجة من نتائج إرتقاء النقد ،ودليل على التقدم الأدبي والحضاري,لأنه يعتمد على دراسة وتحليل,ويسلك طريق المناقشة والإحتجاج , لكي يقنعنا بأحكامه ,وهو الذي يساعد الأدباء على تحسين إبداعهم,ويساهم في تطوير الأدب,ويرتقي بأذواق القراء.
وفيما يلي عرض كتاب النقد الموضوعي للكاتب سمير سرحان :
 
         مدرسة النقد الحديث تتحري الموضوعية في قيمها وفي حكمها علي الأشياء ونادي أنصار هذه المدرسة بالنظرية الموضوعية the impersonal theory   مبدأ في النقد وبالمنهج التحليلي وسيلة لشرح الأعمال الأدبية وتفسيرها من داخلها وبوصفها كائنات عضوية مستقلة عن نفس المبدع وأهوائه وميوله الشخصية كما هي مستقلة عن نفس الناقد وأهوائه وميوله الشخصية وذكر(ت.س. اليوت) رائد هذه المدرسة في أوائل القرن العشرين (إن مهمة النقد شرح الأعمال الأدبية وتصحيح الذوق ووسيلة الناقد في ذلك أداتان رئيسيتان هما (التحليل والمقارنة) بمعني تحليل العمل الفني والعمل علي إكتشاف علاقاته الداخلية وتركيبه وما يحتوي عليه من حيل فنية يتوسل بها الفنان لتحويل عاطفته إلي جسم موضوعي له كيانه المستقل وحياته الخاصة به ثم مقارنته بالأعمال الفنية السابقة عليه في التراث الأدبي حتى يتحدد مكانه منها وقيمته الموضوعية بوصفه فناً بالنسبة إلي باقي الأعمال العظيمة.
        والذي يحدد قيمة العمل الجديد هو التراث الأدبي وليس القيم الاجتماعية والأخلاقية   التي سرعان ما تتغير من عصر إلي عصر ومن مجتمع لأخر.
         بالتالي فهو يري أن الناقد الموضوعي ينظر إلي العمل بوصفه جسماً حياً مستقلاً بذاته، وهو يتناوله بالشرح والتحليل بهدف توضيح قيمته بوصفه كائناً مستقلاً قادراً علي أداء وظائف محددة للمجتمع والفرد.
 - وأول من نادي بالموضوعية في النقد ) ماثيو أرنولد ) في العصر الفيكتوري في إنجلترا خلال القرن 19 وأول من قال أن النقد هو "جهد موضوعي" لرؤية الأعمال الأدبية  كما هي علي حقيقتها وهو يعد أبا النقد الحديث.
         الحكم الموضوعي ينقل العمل عن كل ما عداه من قيم خارجية لينظر إليه هو من داخله وليكتشف ما بداخله من معني لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال تحليل "البناء" أو "الشكل" وهذا الشكل ليس إناء يصب فيه المعني أو كما يقول الناقد "بروكس " السكر الذي يغلف حبة الدواء لكي يستطيع الإنسان إبتلاعها ، وإنما هو المعني نفسه الذي يوصله العمل الفني والعمل يحتوي علي مادة ينظمها ويرتبها الفنان حتى يستطيع أن يبني منها جسماً معيناً فإذا كان وجود (القيم) منفصلا عن بناء العمل الفني أو الشكل فلا يصبح عملاً فنياً ولا يمكن للنقد الموضوعي أن يتناوله بوصفه فناً، ولا يمكن للناقد الموضوعي أن يشير إلي هذه القيم بوصفها أشياء خارجة عن دراما العمل الفني وحركته المتطورة فالحكم الموضوعي علي قيمة  " العمل إذن لا يمكن أن يتم إلا إذا استطاع الناقد تحديد قيمة العمل الفني دون النظر إلي خلاف أو اتفاق هذا العمل مع أفكاره وأحاسيسه ...... إن القيمة أو القيم الخارجة عن العمل قد تكون كما يقول الناقد (تيت) مثاراً للخلاف بين قارئ وأخر فما قد يجده قارئ ما قيمة خيرة قد يجده أخر قيمة شريرة وهذا الخلاف نفسه يعني أن كلاً من القارئين قد فشلا في رؤية العمل الفني موضوعياً.
          ينص ارنولد في مقاله عن " وظيفة النقد في العصر الحالي" يطلب من الناقد ألا ينظر إلي تحقيق مصلحة ما حزبية كانت أم شخصية، في العمل الذي يتولى نقده وأن يري (الشئ) كما هو علي حقيقته.
         تعريف أرنولد للنقد بأنه (نشاط حر للذهن في كل الموضوعات التي يطرقها ) يتفق وهذه النظرة، كما يتفق والمهمة المنوطة بالنقد عند أرنولد  مهمة معرفة أفضل المعارف والأفكار في العالم.
- يرفض أرنولد المقياسين التاريخي والشخصي لأنهما يعدمان تذوق العمل الفني (كما هو علي حقيقته) ويحولان دون النظرة الموضوعية إلي الأعمال الأدبية والناقد الذي يستخدم أحدهما أو كلاهما هو ناقد يأخذ في إعتباره ما سماه أرنولد في "وظيفة النقد" بالأهداف الخارجية التي تتعدي العمل الفني كما هو علي حقيقته لتبحث فيه عن تحقيق لأهواء معينة شخصية أو تاريخية أو سياسية أو غير ذلك.
        مثلا في الشعر ، فالمقياس التاريخي في الحكم علي العمل الفني يضللنا بسهولة لأننا إذا أخذنا به قد نبالغ في تقدير قيمة شاعر ما وشعره لما له من أثر ولو طفيف علي تقدم أمة ما في اللغة أو الفكر أو الشعر فلا نستطيع أن نحكم علي القيمة الحقيقية لشعره ،و بذلك ينتقد عن مجال النقد الأدبي المنصب علي تقييم العمل الفني إلي مجال التقييم التاريخي للفكر أو الثقافة أو اللغة.
         وكذلك يرفض أرنولد (المقياس الشخصي) فيري إننا نعجب بالشاعر أو القصيدة علي أساس من أسباب شخصية بحتة تتعلق بنا ولا تتعلق بالقصيدة وقد نعجب بقصيدة ما لأنها تعبر عن أشياء معينة أو ظروف خاصة بنا مما يجعلنا نخطئ تقدير قيمتها الحقيقية بوصفها شعراً ونعلق عليها من الأهمية أكثر مما تستحق، ومن يحكم علي قصيدة ما بالمقياس الشخصي إنما يعبر عن نفسه هو وما يتفق وصالحه الشخصي.
         والمقياس الصحيح عند أرنولد في الحكم علي الأعمال الأدبية هو ما يسميه (المقياس الحقيقي) أي المقياس الموضوعي الذي لا يأبه بالتاريخ ولا بالأهواء الشخصية وإنما ينظر إلي العمل الأدبي في ذاته بدون إيه )اعتبارات خارجية(.
          والدراسة السليمة للشعر والأدب والفن عند أرنولد هي تلك التي (تفسر ) العمل الفني بمعني معين بحيث تزيد إستمتاعنا به وإحساسنا بقيمته ثم مقارنته بالأعمال الفنية الأخرى لكي نري ما إذا كانت لها نفس القيمة الفنية أو لا.
          وفي حديث أرنولد عن "دراسة الشعر" ينص علي أن الوسيلة الوحيدة لدراسة العمل الفني العظيم حقاً هو مقارنته بما يسميه (الحكم الفصل) أو (المحك) أي الأعمال الكبيرة التي ثبتت قيمتها الفنية علي مر العصور.
         وفي ذلك يلتقي أرنولد بأليوت علي أن المهمة التي يجب علي النقد أن يقوم بها هي (شرح الأعمال الفنية) وتصحيح الذوق ووسيلته في ذلك أداتان رئيسيتان "المقارنة والتحليل" والفكرة التي يدعو إليها أرنولد في العبارة السابقة – هي ضرورة أن نقيس ما يصادفنا من شعر بأبيات أو تعبيرات صاغها الخالدون من الشعراء تشبه إلي حد كبير أداة (المقارنة) التي نص عليها "اليوت" إلا أن "ارنولد" لا يحدد وسيلة استخدام هذه الأداة ولا ينص علي إذا ما كانت المقارنة تتم بين عمل فني كامل وعمل أخر أو بين العمل الفني الواحد وبين تراث الأعمال الفنية التي سبقته من نفس النوع فهو لا يقول أكثر من أن المقارنة تتم بين (أبيات وتعبيرات صاغها أرباب الفن الخالدون) وما يصادفنا من شعر وقد نفهم من ذلك أن الناقد يمكنه أن يقارن عملاً شعرياً مكتملاً سواء قصيدة أو ملحمة من ألوان الشعر المعروفة ببيتين أو ثلاثة من آبيات الشعر العظيم وهو في دراسة الشعر يقول ذلك صراحة دون مواربة .
         أرنولد ينص علي موضوعية النقد – ويستبعد المقياس التاريخي والمقياس الشخصي في الحكم علي الأعمال الأدبية ويدعو إلي إتباع المقياس الحقيق وفي هذا يتفق مع مدرسة النقد الحديث في خطوطها العامة.
          يري أرنولد أن مهمة الشعر و الأدب هي " نقد للحياة " وقد استخدم كلمة "نقد" هنا استخداما خاصا يقربها كثيرا من كلمة (تطهير) التي قال بها أرسطو في كتابه عن الشعر أو عبارة "تنظيم الدوافع" التي قال بها في القرن العشرين الدكتور أ.أ. ريتشارد وكانت مفتاح نظريته عن الشعر المعروفة باسم "نظرية القيمة".
         ولكن ما يقصده أرنولد يختلف عن كل ما عناه كل من (أرسطو وريتشارد ) فهو يعتبر الشعر (تفسيراً) ولكنه ليس تفسيراً فلسفياً أو تحليلاً تعليمياً يهدف إلي تبيان الغث من الثمين في الحياة وإنما هو نوع من المعرفة (معرفة العالم والحياة علي اطلاقهما) يتم عن طريق التعاطف وليس الجدل الذهني المباشر وهو في هذا وسيلة لجلب الراحة النفسية لنا وبث العزاء في أنفسنا كما نراه يقول بأن الشعر وسيلة لإحياء صفات إنسانية جوهرية معينة أو " أمال باطنية" وعنده أن الشعر العظيم هو ما يخاطب العواطف الإنسانية الأولية أو تلك المشاعر الأولية التي تكمن علي الدوام في الجنس البشري والشاعر يتخذ من هذه العواطف أو المشاعر الأولية موضوعاً له ويخاطبها كما هي موجودة عند القارئ ويعبر أرنولد عن هذه المهمة الموكلة إلي الشعر بشكل أخر عندما يؤكد أن مهمة الشعر الأساسية هي في أنه يتناول قوانين الحياة الإنسانية ويضع يده علي أعمق الحقائق في حياة الإنسان وبهذا المعني يقوم الشعر بمهمة (التفسير) كما أن (الحياة) هي موضوع هذا التفسير، أما المجتمع وما ينطوي عليه من مساؤي أو حسنات فلا يمثل موضوع الشاعر الرئيسي عند أرنولد إنما يقتصر دوره علي تهيئة الجو الملائم للإبداع.(1)
 
عرض كتاب النقد التحليلي :
النقد التحليلي :
         يقول ت.س.اليوت "إن النقد هو ذلك المجال الفكري الذي يهدف إما إلي تحديد ماهية الشعر وفائدته والرغبات التي يشبعها. ولماذا يكتب أو يقرأ أو يسمع".
        وعند محاولة الإجابة عن ماهية الشعر،سوف نجد أن النقد الحديث يختلف إختلافاً كبيراً مع النقد القديم فمفهوم الشعر في العصر الحديث قد تغير تبعاً لعوامل عدة أولها ظهور نماذج كثيرة ممتازة من الشعراء المحدثين إضطرت النقاد والمتذوقين علي حد سواء إلي تغيير مفهومهم عن الشعر بمعناه العريض.
        وثمة عامل أخر هو إزدياد فهمنا وإدراكنا لطبيعة الفن ووظيفته ومن ثم طبيعة النقد وعمله نتيجة للدراسات العميقة الحديثة في اللغة وفي علم دلالة الألفاظ وفي علم النفس الحديث بمختلف فروعه.
يقول الدكتور أ.أ.رتشاردز في هذه الصدد :
 "  إن النقد – كما أفهمه – هو محاولة للتمييز بين التجارب ومحاولة لتقييمها ولا نستطيع أن نفعل ذلك دون أن نفهم – بعض الشئ – طبيعة التجربة أو دون نظريات القيمة والتوصيل. ومثل هذه المبادئ اللازمة للنقد لابد أن تعتمد علي الدراسات النفسية التي تعتبر أشد لزوماً بالنسبة للناقد والمتذوق".
        ويعني ذلك أن تيار العلم النفس قد إجتاح الفن والنقد  محاولاً رصد الصلة بين العمل الفني ومبدعه وقارئه، ويقول الدكتور )كلينت بروكس(
إ"         ن الشعر يهبنا معرفة بنفوسنا في علاقتها بعالم التجربة ... في ضوء الدوافع والقيم البشرية. وهذه التجربة إذاً درامية بمعني أنها ملموسة وأنها تستغرق عملية حدث، وأنها تجسد المجهود الإنساني كي تصل عن طريق الصراع إلي معني... ولكن هذا المعني ليس رسالة أومذهباً أو فكرة ... الخ. وإنما هو إنطباق القصيدة ككل علي نفوسنا بما بها من عوامل فنية دقيقة متشابكة وإذن فنحن لا نصل إلي هذا اللون الخاص من المعرفة إلا عن طريق المشاركة في دراما القصيدة وإستعياب شكلها الفني".
        وبهذا يتفق كلاً من بروكس وريتشاردز حول وظيفة الشعر ويلتقيان عند الفائدة النفسية حيث يقوم الفن بوظيفة تنظيم الدوافع الانسانية مما يؤدي إلي تطهير النفوس من الدوافع المتعارضة مع غيرها والتي تسبب قلقلة وبلبلة في شخصية الانسان الذي لا يستجيب للفن.
ومن المثير للدهشة أن نري أن علم النفس يتفق مع رأي ارسطو في وظيفة الفن النفسية ونظرية ارسطو في (التطهير( .
ويتناول المؤلف منهجه في عدد من المحاور :
-1 النقد والتاريخ والنسبية النقدية.
 -2 لغة المفارقة.
  3- الصورة الفنية والتقاليد.
 -4  التكامل والبناء العضوي.

                    وفيما يلي شرح لكل محور بايجاز......
 النقد والتاريخ والنسبية النقدية :-1
يتناول في هذا المحور الإبتعاد عن الخلفية التاريخية أو الاصول الاجتماعية أو الفلسفية عند تناول العمل الفني بل التركيز علي النواحي الفنية محاولاً إبراز الجمال الفني في كل قصيدة من وجهة البناء الشعري ومكوناته وخصائصه وتفاعل هذه جميعاً ولكن يشير بروكس إلي أن الناقد من الممكن أن يلجأ إلي الشق التاريخي إذا عاقه أمر يتصل بفهم النص أو تعرض لنا ما يعطل تذوقنا ويضطرنا  إلي  التحقق منه، ويشير إلي ضرورة الحكم علي العمل الفني وفقاً لقوانين عصره وبالتالي عدم وجود معايير ثابتة لنقد للعمل الفني وهذا ما يطلق عليه النسبية حيث نجد أن لكل قارئ ذوقاً خاصاً بقصيدة معينة في وقت ومكان معين وحالة نفسية وطبيعية معينة .
وتنبغي الإشارة إلي أن هناك بعض النقاد يفرضون قيمهم علي العمل الفني وقد تكون هذه القيم إخلاقية أو فلسفية أو غيرها وهذا خطأ كبير فالنقد الموضوعي يلزمنا في تحليلنا للنص ألا نرجع لذواتنا بحجة النسبية النقدية وإنما نرجع إلي العمل الفني ذاته.
مما سبق نجد أن منهج الدكتور بروكس يتميز بثلاثة ملامح ريئسية:
-1  البعد عن الشئون الذاتية للنقاد وهي التي تنحرف بالنقد إما إلي خلق جديد وإما إلي حكم من الخارج علي العمل الفني.
-2  تحليل الأعمال الفنية تحليلاً موضوعياً يلقي بالضوء عليهما مما يفيد الفنان والمتذوق معاً.
-3  تنمية الأذواق عن طريق إنتخاب الأعمال الفنية الممتازة وتحليلها في سبيل الوصول إلي المعيار المطلق للقيم العامة في الفن مع التسليم بحتمية وجود الإختلافات الشخصية الطفيفة.
أما حياة الكاتب والدراسة التاريخية للعصر وغير ذلك فلا يوليها الدكتور بروكس إهتماماً كبيرًا ولا يلجأ إليها إلا في حالات نادرة جداً.

 -2 لغة المفارقة :
        المفارقة لغة أرباب السفسطة أو أصحاب التعبير الجاف أو الأذكياء أو المولعين بالحيل الذهنية ولكنها ليست لغة الروح أو الإحساس .
        فالمفارقة هي لغة الشعر لكن المفارقة الشعرية وليدة موقف شعوري يتضمن موقفاً مناقضاً له وهو مع ذلك متسق معه أي يتكامل معه في القصيدة.
        وتعني المفارقة للرومانسيين الدهشة عند تبين الاختلاف بين الواقع وبين إحساسهم به من خلال تغليف الاشياء العادية بسحر الجدة وإن تثير احساساً شبيهاً بمشاعر الخرافة وذلك بايقاظ إنتباه الاذهان من سبات العادة وتوجيهه إلي  جمال الدنيا من حولنا وعجائبها.
        بينما نري أن إزدواج الوجود من ناحية الإحساس الشعري هو أساس المفارقة عند شيلي الذي يقول " أن الشعر يزيل حجاب الالفة الذي يقف بيننا وبين الوجود، ويجرد أمامنا الجمال النائم الذي هو روح الكون بكل صوره،وقد يلجأ الكلاسيكيون الجدد إلي المفارقة لنفس الشئ تقريباً إلا أن الدهشة عند بوب تحمل في طياتها معني ساخرًا .
        ويتناول بروكس طبيعة لغة الشعر التي تعتمد علي المفارقة فيقول ( إن المفارقات تنبع من طبيعة لغة الشعر فهي لغة تلعب فيها ظلال الدلالات دوراً كبيراً بالقدر الذي تلعبه الدلالات المحددة .. أي معاني خارجة عن المعني الحقيقي الأصلي ، فالمعني يعدل حسب الدلالة لذا نجد أن لغة الشعر لا يمكن أن تكون مفردة الدلالات فدلالات الألفاظ في الشعر تتحد وتنتج معاني ودلالات جديدة لا يمكن أن  تنتج إلا في نسق القصيدة.
-3 الصورة الفنية والتقاليد :
         يشير جون مدلتون  إلي   أن كلمة صورة image تعني ملكة التصور والتخيل بصفة عامة إلا إننا يمكن أن نخلصها  من إقتصارها علي الدلالة البصرية المحدودة ونوسع أفاق هذه الدلالة .
        فالشعر يمثل لروبرت تريسترام كوفن " أوضح الصور الفنية وأكثر الأشياء المرئية ثباتاً بالذهن ... دائماً اشياء – كتلك التي نستطيع أن نبصرها ونلمسها ونسمعها ونتذوقها ونشمها".
إن وظيفة الشعر نقل الإحساس بالاشياء وليس المعرفة بها.
        القصيدة الشعرية صورة الحياة نفسها عبر عنها الشاعر في حقيقتها الخالدة والفرق بين التاريخ والقصيدة هو أن الأول جزئية متحيزة تنطبق وحسب علي فترة محددة من الزمان ومجموعة معينة من الأحداث لا يمكن أن تحدث ثانية، أما القصيدة فهي عالمية وتشمل أي دوافع أو أحداث يمكن أن تحدث للطبيعة البشرية وهي تحتوي الحقيقة الخالدة التي لا تقف عند حد المكان أو الزمان.
-4 التكامل والبناء العضوي:
        يتناول هذا المحور قضية الشكل والمضمون أو اللفظ والمعني ولأي منهم السيادة بل وكذلك الإختلاف في تعريف ومفهوم كلاً منهم حتي إنهم في بعض الأحيان يعرفون الشكل باللفظ والمعني بالمضمون وهذا تشبيه أو تعريف خاطئ والخطأ هنا هو إعتبار المعني الجوهر المقصود واللفظ الوسيلة الظاهرية لإيصال هذا الجوهر أي أن  اللفظ وسيلة من وسائل التعبير ويهاجم بروكس دعاة الفصل بين الشكل والمضمون لأن من شأنه تجاهل جوهر العمل الفني أي الفن.
        ومن هنا نجد أن العمل الفني بناء متكامل لا أثر فيه لمضمون مستقل عن الشكل أو العكس فالناقد لا يمكن أن يحكم علي شئ داخل العمل الفني حكماً مستقلاً علي الإطلاق إنما يربط  العناصر في ضوء وحدة الكل بعضها ببعض ويعتمد في تقييمه علي التكامل التام بين أجزاء العمل الفني (2) 

النقد الارسطي :
        لا يُستطاع فهم الأدب ووظيفته الاجتماعية وخصائصه الفنية عند ارسطو دون معرفة نظريه ارسطو والتي يعرضها في عدة محاور :
-        اللغة.
-        المحاكاة وتشمل :
‌أ.    المحاكاة.
‌ب. طرق المحاكاة.
‌جاجناس الشعر ( ملحمة ومسرحية).
-        المأساة. (مفهومها واجزائها).
-        الملهاة ( مفهومها وأسسها الفنية)
-        الملحمة وصلتها بالمأساة.
 
        ونبدأ بعنصر اللغة التي يشترط فيها ارسطو كونها لغة شاعرية منمقمة تشتمل علي الإيقاع واللحن والأناشيد وذلك بهدف المحاكاة .
        فارسطو يري أن الشعر والفن محاكاة ولا يعني ارسطو بالمحاكاة التقليد الأعمي للطبيعة ولكن الأخذ من الطبيعة مع الإبداع فهو يري الفن إعادة إبداع أي أنه إكمال ما لم تكمله الطبيعة وإضافة لإحساس المؤلف ونظرته الفكرية وتصوره الشخصي.
        والمحاكاة تستلزم أن يكون الشاعر موضوعياً عن طريق تصويره الصادق لمواقف الإنسان تعمل المحاكاة عملها،ويري ارسطو أن أقدر الشعراء علي المحاكاة هم من يستطيعون مشاركة أشخاصهم في مشاعرهم والتكييف مع أحوالهم ثم هؤلاء الذين عانوا التجربة الأدبية نفسها، وليست المحاكاة رواية الأمور كما جرت فعلاً بل رواية ما يمكن أن يقع وهذا مجال الخلق الفني والتوجه الاجتماعي وهو ما يفرق بين المؤرخ والشاعر.

طرق المحاكاة :
        يحصر ارسطو طرق المحاكاة في ثلاثة طرق علي الفنان أن يسلك إحداها إما أن يمثل الأشياء كما كانت في الواقع أو كما يتحدث عنها الناس أو كما يجب أن تكون .ويذكر ارسطو: 
 الطريقة الاولي التي يصور فيها الشاعر الأشياء كما كانت أو كما هي أولا وينبغي أن نلحظ أن هذا لا يناقض قوله السابق بضرورة الإختيار والترتيب للأحداث ومراعاة إكمال الطبيعة.
الطريقة الثانية   أن يصور الشاعر الأشياء أو الاشخاص كما يراهم الناس ويعتقدون فيهم فذلك مما يسهل الإعتقاد في التصوير العام وفي مجري الأحداث حتي لو كانت في واقع الأمر مستحيلة.
والطريقة الثالثة أن  يصور الشاعر الاشخاص كما يجب أن يكونو عليه وقد إشتهر سوفوكليس في مسرحياته أنه يصور شخصياته أبطالاً نادري المثال في بطولتهم وهذه الندرة محالة في الواقع ولكن يصوغها أنه يصورهم كما يجب أن يكونو وهذه غاية نبيلة تسمو بالواقع.

اجناس الشعر عند ارسطو :
هي المأساة والملحمة
أ. المأساة:
        يعرفها ارسطو بأنها محاكاة....  فعل تام نبيل لها طول معلوم بلغة مزودة بألوان من التزيين ... تختلف وفقاً لاختلاف الأجزاء وهذه المحاكاة تتم علي يد  أشخاص يفعلون لا عن طريق الحكاية والقصص و تثير الرحمة والخوف فتؤدي إلي التطهير من هذه الإنفعالات. (3)
وللمأساة اجزاء منها مايتعلق بفن التمثيل أو المقولة وهذه الاجزاء الخارجية لا تكون جوهر المأساة والاجزاء الثلاثة الباقية جوهرية وهي:
 
 -1 الحكاية أو الخرافة التي تحتوي عليها المأساة وهي تستدعي تركيب أفعال إنسانية منجزة ويقوم بها أشخاص يفعلونٍ بالضرورة أخلاق وافكار خاصة.
-2 الخلق : وهي ما يجعلنا نقول عن الاشخاص الذين نراهم يفعلون أنهم يتصفون بكذا وكذا من الصفات وهوكل ما يقوله الاشخاص لإثبات شئ أو التصريح بما يقررون.
الوحدة العضوية للمأساة:
        يجب أن تشتمل علي فعل تام والحدث التام هو ذلك الحدث الكامل الذي يحتوي علي فكرة كاملة تتم عن طبيعته وتوضح أسبابه ودوافعه وما يترتب عليه من أثار .
        ويري ارسطو أن يكون لهذا الحدث بداية ووسط ونهاية وأن يكون لها طول معلوم وهذه الاحداث الجزئية المرتبة التي يتكون من مجموعها الفعل التام لابد من أن تغير في مصير البطل بإنتقاله من حال إلي حال مخالفة في أخر المسرحية.
والفعل قسمان بسيط ومركب:
البسيط ما يحدث فيه هذا التغير بدون تحول ولا تعرف .
والمركب هو ما يحدث فيه هذا التغير بفضل التعرف أو التحول أو كليهما معاً وصولاً الي الحل .
 
ب . الملهاة :
 هي الجنس المسرحي الثاني في الأدب اليوناني وهي بذلك نوع فريد من الشعر اليوناني في مضمونها وموضوعها الهزل الذي يثير الضحك ويري ارسطو أن الملهاة أقل شأناً من المأساة في جنسها الأدبي ويعرفها ارسطو بأنها " محاكاة الأراذل من الناس لا في كل نقيصة ولكن في الجانب الهزلي الذي هو قسم من القبيح إذ الهزلي نقيصة وقبح بدون إيلام ولا ضرر فالقناع الهزلي قبيح ومشوه ولكن بغير إيلام".
ويوجد تعريف أخر :
"الملهاة محاكاة فعل هزلي ناقص .. يحصل به تطهير المرء بالسرور والضحك من أمثال هذه الإنفعالات"
        فخير للمرء إذن أن يتطهر من إنفعالات الضحك دون ضرر بمشاهدة الملهاة علي المسرح ووظيفة الملهاة أيضا التطهير ولكنه تطهير من نوع مداوة الشر بمثله.

جـ. الملحمة :
        الملحمة قصة شعرية موضوعها وقائع الأبطال الوطنين العجيبية التي تبوئهم منزلة الخلود بين وطنهم ويلعب الخيال فيها دوراً كبيراً إذ تحكي علي شكل معجزات ما قام به هؤلاء الأبطال وما به سموا عن الناس وعنصر القصة واضح في الملحمة فالحوادث تتوالي متمشية مع التطورات النفسية التي يستلزمها تسلسل الأحداث ولكل ملحمة أصل تاريخي صدرت عنه بعد أن حرفت تحريفاً يتفق وجو الخيال في الملحمة، وهي محكية لشعب يخلط بين الحقيقة والتاريخ مما يسيغ أن تحدث خوارق العادات.
        محاكاة عن طريق القصص شعراً فهي تروي الأحداث ولا تقدمها أمام عيون النظارة أو القارئين كما يحدث في المأساة وهذا جوهر ما بينها وبين المأساة من فرق، ويجب أن تتوافر لها الوحدة التي توجد في المأساة فتحاكي فعلاً واحداً تماماً وتكون لها بذلك الوحدة العضوية.
        وأجزاء الملحمة هي أجزاء المأساة فيما عدا النشيد والمنظر المسرحي ففيها الحكاية ويجب أن تكون بسيطة ويصح أن يكون الفعل فيها مركباً وهو ما تحدث فيه الفواجع عن طريق التعرفات والتحولات علي نحو ما حدث.
ويعد النقد الارسطي هو الأساس في المدارس النقدية التالية عليه .(4)

المصادر:
-1   سمير سرحان(د) :النقد الموضوعي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990.
 -2 محمد عناني(د)  :النقد التحليلي  ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1991.
 -3 ابراهيم حمادة(د) : معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية ،دار المعارف، 19971، ص171،169
 -4 محمد غنيمي هلال : النقد الادبي الحديث ، نهضة مصر، بدون تاريخ،ص320

 للمزيد من الإطلاع  في الموضوع السابق :
  -1  محمد عناني (د) : النقد التحليلي  ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1991.
  -2  سمير سرحان(د) : النقد الموضوعي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990.
 -3  محمد غنيمي هلال : النقد الادبي الحديث ، نهضة مصر، بدون تاريخ.
 -4  ابراهيم حمادة (د) : معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية ، دار المعارف، 19971.
 -5   ارسطو : فن الشعر : ترجمة ابراهيم حمادة ، دار المعارف،1981.
 -6  ابراهيم حمادة (د) : طبيعة الدراما، دار المعارف ،1978.
 -7  رشاد رشدي(د) : نظرية الدراما من ارسطو الي الان، مكتبة الانجلو المصرية، 1968.
 -8  عبد العزيز حمودة(د) : البناء الدرامي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1993.
 -9  حسين رامز محمد رضا : الدراما بين النظرية والتطبيق،بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1972.
 -10  د. محمد غنيمي هلال : الأدب المقارن، بيروت، دار العودة ،بدون تاريخ..
 -11  د. محمد غنيمي هلال : المدخل إلى النقد الحديث ،بيروت، دار العودة ، بدون تاريخ
 -12  شكري محمد عياد : المذاهب الادبية  النقدية عند العرب والغربيين ، عالم المعرفة،1993، العدد 177.
 -13   نبيل راغب (د) : المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية،القاهرة، مكتبة مصر . 
  -14  نبيل راغب(د) : موسوعة النظريات الأدبية ، الشركة المصرية العالمية للنشر،2003.

مواقع الانترنت
 
 
 
الحواشي

ت.س.اليوت :
        توماس ستيرنز إليوت ت. س. إليوت ، تي. إس. إليوت
 (بالإنجليزية Thomas Stearns Eliot)شاعر ومسرحي وناقد أدبي حائزٌ على جائزة نوبل في الأدب في 1948. وُلد في 26 سبتمبر 1888 وتوفي  يناير 1965. كتب قصائد: أغنية حب جي ، الفرد بروفروكالارض البياب ، الرجال الجوف ،أربعاء الرماد،والأربعاء الأربع. من مسرحياته:جريمة في الكاتدرائية و حفلة كوكتيل  . كما أنه كاتب مقالة التقليد والموهبة الفردية" ". وُلد إليوت في الولايات المتحدة الأمريكية  ، وأنتقل إلى المملكة المتحدة 1914، ثم أصبح أحد الرعايا البريطانيين في 1927 (1)

 ماثيو أرنولد:
1822-1888)م).كان واحدًا من قادة الفكر في إنجلترا في العصر الفكتوري. ويُعدُّ مع اللورد تنيسون وروبرت براونينج وجيرارد مانلي هوبكنز من أهم شعراء العصر الفكتوري.كان آرنولد أيضًا ناقدًا أدبيًا بارزًا،كما كان ناقدًا اجتماعيًا ذا تأثير في عصره. وكتب أعمالاً مهمة عن الدين والتعليم(2)

آيفور آرمسترونج رتشاردز
 الناقد والشاعر "آيفور آرمسترونج رتشاردز" فقد ولد عام 1893م. (3)
 
كلينث بروكس
        كلينث بروكس (بالإنجليزية: Cleanth Brooks) ناقد أدبي أمريكي مؤثر وأستاذ جامعي، يُعرف بمساهماته في حركة النقد الجديد في منتصف القرن العشرين، ولتطوير تدريس الشعر في نظام التعليم الأمريكي العالي. يؤكد كتاباه الشهيران: ) الإناء محكم الصنع : دراسات في بنية الشعر (1947) والشعر الحديث والتقليد (1939)، على مركزية الإيهام والمفارقة كطريقة لفهم الشعر. ساعد بروكس بكتاباته على صياغة  النقد الشكلاني مؤكداً علي الحياة الداخلية للقصيدة، ومؤكداً على مبادئ القراءة المتمعنة للنص.
        كان بروكس كذلك ناقداً مؤثراً لما يُعرف بالأدب الجنوبي في الأدب الأمريكي وكتب نصوصاً كلاسيكية في نقد أدب ويليام فوكنر، كما أنه كان محرراً مشاركاً لمجلة المراجعة الجنوبية واسعة التأثير(4)

مصادر الحواشي
4- http://www.masraheon.com.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.