نشأة الدراما
كيف بدأت الدراما ؟
" ترجع معظم الأراء إلي أن نشأة الدراما ترجع إلي عبادة الآله ديونيسيوس وذلك لإقامة المسرحيات في أعياده كطقس من طقوس عبادته . منذ بدأ شعراء التراجيديا (المأساة) اليونانية يعدون مسرحيات الأناشيد والمرثيات الباخوسية في أعياد ديونيسيوس.. وينبغي هنا الإشارة إلي أنه لم تكن العروض المسرحية الإغريقية القديمة تقدم بشكل دائم كما يحدث اليوم بل كانت تقدم فى إطار الإحتفالات الدينية المحددة التى تقع على فترات متباعدة . فقد كان العرض المسرحى جزء من إحتفال رسمى مقدس .
لذا نشأ المسرح كباقى الفنون الأخرى فى أحضان الدين ويظهر ذلك جلياً فى إرتباط المسرح بالمعبد فقد كان يُقام بجواره و نجد فى وسط الأوركسترا مذبحاً لتقديم الأضاحى للآله ديونيسيوس قبل و بعد الإحتفالية الدينية كما ظهر فى مسارح أثينا ".(1)
" سريعاً سيطرت عبادة الآله ديونيسيوس على مشاعر ووجدان الشعب الإغريقى، فقد كانت هذه العبادة تمنح الإنسان إحساس بالحرية فى وقت سيادة حكم الفرد الاستبدادى على المدينة اليونانية. فالعبادة الجديدة قد وعدت الإنسان بالخلاص من كل الضغوط النفسية المحيطة به. وبدراسة الوضع الإجتماعى للمرأة فى حياة المدينة الإغريقية، تجعلنا ندرك فى الحال الأسباب التى دفعتها إلى هذه العبادة. فقد كانت النساء اليونانيات محرومة و مقطوعة الصلة بالحياة الإجتماعية والسياسية، كما لم يكن لها أى دور إجتماعى حتى فى أشد العصور إزدهاراً، فى القرن الخامس قبل الميلاد وهو العصر الذهبى لأثينا. لذا شعرت النساء بإنجذاب خاص لهذا الآله و عبادته التى تمنح الإنسان الخلاص و الحرية ". (3)
" فقد كانت جماعة الميناد mainades رفاق الآله ديونيسيوس تشيع جواً من الصخب والمرح والغناء النشوان والرقص والإنغماس المفرط فى اللذة دفعت النساء للخروج إلى الطبيعة والمشاركة فى هذه الطقوس الهمجية البدائية التى سادها الهوس الشديد إلى حد الإنفعال والجنون . فقد كان كل من يؤمن به ينسى نفسه ويخرج من ذاته – وهذا ما تعنيه بدقة كاملة كلمة "التجلى "Ekstasis باليونانية (Ecstasis) بالإنجليزية وهناك العديد من القصص الأسطورية التى تسرد لنا عن محاولات فاشلة لبعض الملوك لخنق هذه العبادة أو التخلُّص من العناصر الهمجية بها. ولكنها صمدت فى وجه كل المحاولات، وذلك لأنها منحت الإنسان الحرية المُطلقة. ولكن كان على العبادة الجديدة أن تغير من بعض مظاهرها البدائية, كى تندرج داخل إطار برنامج العبادات و المهرجانات الدينية فى أثينا فى القرن السادس ق.م. ونتيجة لذلك, تم تقديم الأضاحى كطقس من طقوس المهرجانات ". (4)
نشأة "المأساة" التراجيديا
" و مهما تعددت الروايات حول نشأة المأساة الأثينية, فمن المسلم به أن المأساة قد نبتت من الرقصات والأغانى الديثرامبية, ثم أخذت تتطور تدريجياً حتى صارت فناً قائماً بذاته. ومن المؤكد أن الديثرامبوس قد تطور تطوراً سريعاً منذ أن أرتبط بأعياد هذا الآله التى تقام فى أثينا . وهكذا صدق أرسطو عندما قال:" بأن الدوريين كانوا أصحاب الفضل فى خلق المأساة وصدق أيضاً الذين قالوا: "بأن الأثينين كانوا أصحاب الفضل فى جعلها فناً أدبياً رائعاً" . فكما نعلم أن المأساة اليونانية منذ نشأتها استمدت موضوعاتها من الأساطير والخرافات التي ورثها اليونان عن أسلافهم، ولكن شعراء المأساة لم يكتفوا بأسطورة ديونيسيوس وحدها بل تناولوا في مسرحياتهم كثيراً من الأساطير التي تدور حول الآلهه وأنصاف الآلهه وأبطال الخوارق.
ويجب ألا نعتقد أن شعراء المأساة تناولوا هذه الأساطير كما هي، بل أدخلوا عليها تغييرات وإضافات، ولأن الأسطورة اليونانية كانت تتضمن عدداً من القصص الغامضة المتشابكة، لذا كان على الشاعر أن ينسقها ويعدها في صورة قصة واحدة تتناول أحداثاً متتالية تنتهي بعقدة مثيرة.لذا كان الشعراء يتخذوا من هذه الأساطير أَطراً لمعالجة المشاكل الاجتماعية والخلقية المختلفة المواكبة لعصرهم، كما كانت تعالج المشاكل والأوضاع السياسية الداخلية والخارجية، ولا يعني ذلك أن شعراء المأساة لم يحاولوا الخروج عن نطاق الأساطير فبعضهم مثل "فرونيخوس"، قد تناول في مسرحياته موضوعات ترتبط بالوقائع التاريخية والحوادث المعاصرة.
و لقد وضع "أرسطو" تعريف للمأساة فقال أ نها:
" تقليد لحدث جدي كامل لـه جلاله، في لغة منمقة بكل أنواع المحسنات الفنية، وهذه الأنواع توجد في أجزاء متفرقة من المأساة، وذلك الحدث يأتي بأسلوب درامي لا قصصي ليطهر النفس عن طريق الخوف والشفقة ـ تطهيراً كاملاً " ".(5)
" وما يجب أن يشار إليه هنا أن المأساة اليونانية كسائر المآسي القديمة تُنظم شعراً في أوزان مختلفة، وكل وزن منها يستعمل لتصوير موقف معين، لذلك نجد أن أجزاء المأساة كانت تعتمد اعتماداً كلياً على الأوزان، وأن أشعار كل جزء من هذه الأجزاء كانت تنتظم في وزن يناسب الوظيفة التي يؤديها هذا الجزء لتطور مراحل الحدث (الأجزاء كما هي موضحة في كتاب المأساة اليونانية سوف يتم ذكرها باختصار).. الأجزاء هي:
1ـ المقدمة: (المنظر الأول في المأساة) تنظم على شكل حوار ديالوج أو مونولوج..
2 ـ المدخل: دخول الجوقة و الموسيقي (الأوركسترا).
2 ـ المدخل: دخول الجوقة و الموسيقي (الأوركسترا).
3 ـ فاصل من الإنشاد تؤديه الجوقة (الابسيدون): ويعرف "أرسطو" في كتابه "فن الشعر" مصطلح الابسيدون : "الجزء من المأساة الذي يقع بين نشيدين كاملين تنشدهما الجوقة ".
4ـ الخاتمة: ويعرفها "أرسطو" أيضاً في كتابه المذكور بأنها ذلك الجزء الذي لا يتبعه نشيد (أغنية جماعية تنشدها الجوقة) وبمعنى أسهل: الجزء الذي يأتى بعد الابسيدون. ويتميز هذا الجزء بظاهرتين (الأولى: خطبة الرسول، والثانية: ظهور الآلهه).. ولعل هذه الأجزاء تبدو أكثر وضوحاً كما في مسرحيات "المستجيرات" لأسخيلوس ، وهي من أقدم المآسي التي تُظهر خصائص المأساة اليونانية عند نشأتها، وهي مأساة بسيطة تعالج حدث واحد، وتعتبر هذه الدراما الجزء الأول من مجموعة ثلاثية مفقودة، ففيها تلعب الجوقة المكونة من خمسين شقيقة هن (بنات دناؤوس) ".(6)
" كما أشار "أرسطو" إلي الشعر الغنائي بوصفه مرحلة أولي ممهدة لنشأة المأساة والملهاة الذين هما أعلي منه شأنا ولقد إنقسم الشعر وفقا لطباع الشعراء، فالشعراء ذو النفوس النبيلة حاكوا الأفعال النبيلة وأعمال الفضلاء، وذو النفوس الخسيسة حاكوا أفعال الأدباء فأنشأو الأهاجي علي حين أنشأ أخرون التراتيل الدينية والمدائح ثم إرتقت الأهاجي فصارت ذات طابع درامي بعد أن كانت حكاية المهازل والمخازي الفردية. كما كانت الملحمة أساس المأساة وهذه الفروع الأدبية الأخيرة (المأساة والملهاة) أجل وأعلي مقاما من الاول.
الملحمة وعلاقتها بنشأة "المأساة" التراجيديا
ولقد كانت الملحمة هي النواة الأولي للمأساة إلا أنه توجد بعض الاختلافات بين كلا النوعين فالملحمة:" قصة شعرية موضوعها وقائع الأبطال الوطنين العجيبة التي تبوئهم منزلة الخلود بين وطنهم ويلعب الخيال فيها دورا كبيرا إذ تَحكي علي شكل معجزات ما قام به هؤلاء الأبطال وما به سموا عن الناس" وعنصر القصة واضح في الملحمة فالحوادث تتوالي متمشية مع التطورات النفسية التي يستلزمها تسلسل الاحداث ولكل ملحمة أصل تاريخي صدرت عنه بعد أن حرفت تحريفا يتفق وجو الخيال في الملحمة، وهي محكية لشعب يخلط بين الحقيقة والتاريخ مما يسيغ أن تحدث خوارق العادات ، والأبطال فيها يمثلون جنسهم وعصرهم ومدينتهم.
والملحمة أيضا محاكاة عن طريق القصص شعرا فهي تروي الأحداث ولا تقدمها أمام عيون النظارة أو القارئين كما يحدث في المأساة وهذا جوهر ما بينها وبين المأساة من فرق، ويجب أن تتوافر لها الوحدة التي توجد في المأساة فتحاكي فعلا واحدا تاماً وتكون لها بذلك الوحدة العضوية. وأجزاء الملحمة هي أجزاء المأساة فيما عدا النشيد والمنظر المسرحي ففيها الحكاية ويجب أن تكون بسيطة ويصح أن يكون الفعل فيها مركباً وهو ما تحدث فيه الفواجع " .(7)
نشأة " الملهاة" الكوميديا
" يختلف مصدر نشأة الكوميديا (الملهاة) عن نشأة التراجيديا (المأساة) وبالتالي تختلف وظيفتها، فهي لم تنشأ في أحضان الدين، أوفي تطور الطقوس الدينية، ولهذا السبب لم تحظ ولفترة طويلة باحترام كامل إلا بعد أن أسس لها "أرستوفانيس" وثبت وجودها الجاد ولا سيما في عهد "كليون" تاجر الجلود الذي تولى الحكم في أثينا بعد "بربكليس العظيم"، ووصل إلى السلطة نتيجة الرشوة وشراء الضمائر، ومن ثم سخر حكمه لخدمة مصالحه الشخصية، وأشعل الحروب لزيادة ثروته منها، فهو تاجر حروب أيضاً. وترجع نشأة الملهاة إلى الطقوس الشعبية "كوموس أتيكا" وهذه الطقوس كان يقوم بها مجموعة من المهرجين (الضحَّاكين) العابثين حيث ينتظمون في مواكب يرددون أغاني وأشعارا لا يُعرف إسم مؤلفها، والتي تمجد الآله ديونيسيوس ومن كلمة "كوموس" اليونانية أخذت الملهاة اسمها في اللغات الأوربية وتحورت إلى الكوميديا. والكوميديا مؤلفة من كلمتين "كوموس" أي الجوق العابث الهازل "وأوديا" التى تعنى أغنية ومن تلك الأغاني تطورت الملهاة ".(8)
المصادر :
2- أرسطو:فن الشعر، ت: ابراهيم حمادة، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية ،1983، صـ 28:20 .
3- محمد صقر(د) ،عبد المعطي شعراوي: المأساة اليونانية ، القاهرة،الهيئة المصرية العامة للكتاب،صـ447 .
4- الموقع السابق.
5- حمدي ابراهيم : نظرية الدراما الإغريقية ، القاهرة ،الشركة المصرية العالمية
للنشر- لونجمان،1994،صـ15:11 .
6- أرسطو: فن الشعر ، مرجع سابق،صـ 165 .
7- نفس المرجع السابق،صـ 170 .
ا8- الموقع السابق .
لمزيد من الاطلاع فى الموضوع السابق:
1- محمد صقر(د)،عبد المعطي شعراوي :المأساة اليونانية ، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1963 .
2- حمدي ابراهيم : نظرية الدراما الإغريقية ، القاهرة ،الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان،1994 .
3- ريموند وليامز : المأساة الحديثة ،ت:ك سميرة بريك، القاهرة ، منشورات وزارة الثقافة،1985 .
4- موين ميرشنت، كليفورد ليتش : الكوميديا والتراجيديا ، ت: شوقي السكري، علي الراعي،القاهرة، سلسلة عالم المعرفة، يناير 1978، العدد 18 .
5- كمال ممدوح حمدي : الدراما اليونانية ، القاهرة، دار المعارف ،1980.
6- عصام الدين ابو العلا : نظرية أرسطو طاليس عن الكوميديا ، القاهرة، مكتبة مدبولي ، 1993 .
7- فايز ترحيني : الدراما ومذاهب الأدب ، القاهرة،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع, 1988 .
8- جان بيير فرنان : الأسطورة والتراجيديا في اليونان القديمة ، ت: حنان قصاب، القاهرة، الأهالي للطبع والنشر والتوزيع،1999 .
9- أ.أ. نيهاردت : الملحمة الإغريقية القديمة ، ت:هاشم حمادي ،القاهرة ، الأهالي للطبع والنشر والتوزيع، 1994 .
10- بيار غريمال : المثيولوجيا اليونانية ، ت: هنري زغيب، بيروت- باريس، منشورات عويدات ، ط 1 ، 1982 .
11- إبراهيم حمادة(د): طبيعة الدراما، القاهرة, دار المعارف ،1978 .
12- رشاد رشدي (د): نظرية الدراما من أرسطو إلي الآن، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1968.
الحواشي
الآله ديونيسيوس
" إسم يوناني معناه من يعبد زيوس، وهو أحد آلهة الأغريق، وما يذكره المؤرخ اليونانى هوميروس أنه كان آله مرتبطا بالكرم والخمر. وتصف إحدى أساطيرالآلهه الإغريقية الإله ديونيسيوس أنه كان قادماً من الهند عابراً آسيا في موكب الظافر وتقول بعض الأساطير المحلية أن ديونيسيوس هو ابن زيوس من سيميلي (Semele)،وأنه أنتزع ـ قبل أن يولد ـ من رحم أمه عندما كانت تحترق أمام مجد زيوس المتقد الذي أصرت أن تراه، وقد ولد ديونيسيوس في الوقت المحدد من فخذ أبيه زيوس، الذي كان قد خيط فيه. وهناك أساطير كثيرة تدور حول الإله ديونيسيوس لا يتسع المجال لسردها، فلم يكن بين آلهة الإغريق من هو أقرب إلى خيالهم وأحب إلى قلوبهم من ديونيسيوس ، وكانت التراجيديا (المآسي) الإغريقية صورة من صور عبادة الإله باكوس إله الخمر، الذي كان يجعل من الساذج حكيماً، ومن الفاجر مجنوناً. لقد كان ديونيسيوس عندهم يخاطب الحواس والروح في نفس الوقت. ولم يكن في الأساطير المنسوجة حوله ما يبعث على الملل، فهي مليئة بالأفراح والأحزان، ففي بعض جوانبها، تشجو بالألم، وفي جوانب أخرى تهزج بالنصر.
لم تكن العروض المسرحية الإغريقية القديمة تقدم بشكل دائم كما يحدث اليوم بل كانت تقدم فى إطار الإحتفالات الدينية المحددة التى تقع على فترات متباعدة. فقد كان العرض المسرحى جزء من إحتفال رسمى مقدس . نشأ المسرح كباقى الفنون الأخرى فى أحضان الدين يظهر جلياً ذلك فى إرتباط المسرح بالمعبد فقد كان يُقام بجواره و نجد فى وسط الأوركسترا مذبحاً لتقديم الأضاحى للإله ديونيسيوس قبل و بعد الإحتفالية الدينية كما ظهر فى مسارح أثينا. كانت العروض المسرحية تُقدم مرتين فى العام وهى الأيام المُخصصة لأعياد الإله ديونيسيوس ". (1)
الأغانى الديثرامبية
الديثورامبوس
" كان الديثورامبوس(Dithurambos ) مجموعة من المغنيين يغنون أغاني دينية للإله ديونيسيوس, و يتخذون أسطورته موضوعاً لأناشيدهم ، فيتحدثون عن ميلاده ,و يتناولون حياته بالتفصيل , ويصفون الأخطار التى واجهها . وكان الشاعر يضم إليه جماعة من الناس , يلقنهم بعض الأبيات التى تفيض بالحزن والأسى، يرددونها أثناء الإنشاد , وكان أفراد هذه المجموعة (الجوقة فيما بعد (يرتدون جلد الماعز ليظهروا بمظهر (الساتوروى (Saturoi أتباع ديونيسيوس . و كان هذا الكورس الراقص مكون من الرجال و الشباب من الذكور بمصاحبة الناى .
و كلمة " ديثورامبوس" أيضا أحد الألقاب القديمة التى أُطلقت على الإله ديونيسيوس , و هى كلمة استعصت على محاولات طويلة لتفسيرها أو حتى معرفة مصدرها و المتعارف عليه أنها ليست كلمة يونانية . و تستعمل للتعبير عن الإله و أيضاً عن الأغنية الدينية .
و مهما تعددت الروايات حول نشأة المأساة الأثينية، فمن المعترف به أن المأساة قد نبتت من الرقصات والأغانى الديثورامبية ، ثم أخذت تتطور تدريجياً حتى صارت فناً قائماً بذاته. و من المؤكد أن الديثورامبوس قد تطور تطوراً سريعاً منذ أن أرتبط بأعياد هذا الإله التى تقام فى أثينا " .(2)
التراجيديا (المأساة)
" التراجيديا هي شكل من العمل الفني الدرامي يهدف إلى تصوير مأساة قد تكون مبنية على قصة تاريخية، وأصل الكلمة هو اليونانية الكلاسيكية (τραγῳδία)وتعني حرفياً "أغنية الماعز" ، نسبة إلى طقوس مسرحية ودينية كان يتم فيها غناء الكورس مع التضحية بالماعز في اليونان القديمة.
فالتراجيديا عموماً تتعلق باستعراض أحداث مليئة بالحزن تؤدى إلى نتيجة مؤسفة في النهاية ، كما تنطبق هذه التسمية أيضاً في الثقافة الغربية على وجه التحديد على شكل من أشكال الدراما التي حددها "أرسطو" اتسمت على جانب من الجدية والشهامة والتي تنطوي على شخص عظيم يمر بظروف تعيسة(تعريف "أرسطو" أيضاً يمكن أن يشمل تغير الأحوال من سيئ إلى جيد، ولكن "أرسطو" يقول أن التغير من الجيد إلى السيئ هو الأفضل لأن هذا يؤدي إلى إثارة الشفقة والخوف داخل المتفرج والتى تؤدى إلى التطهير).
ووفقاً لــ"أرسطو" أيضاً فإن "هيكل العمل التراجيدي لا ينبغي أن يكون بسيط بل معقد وأن يمثل الحوادث التي تثير الخوف والشفقة." كما يرى "أن التغير في الحال نحو التعاسة والمأساة لا يعود إلى أي خلل أو عيب أخلاقي ، ولكن إلى خطأ من نوع ما." كما أنه عكس الاعتقاد الخاطئ بأن هذه المأساة يمكن أن تنتج من قبل سلطة عليا (على سبيل المثال القانون ، الآلهة ، المصير ، أو المجتمع) ، بينما إذا كان سقوط شخصية ما في هذه المحنة ناجم عن سبب خارجي ، فإن "أرسطو" يصف ذلك بأنه "بَاليٌة" وليست مأساة ".(3)
" كما يضع "أرسطو" تعريف مقنن للتراجيديا : بأنها "محاكاة.... فعل تام نبيل لها طول معلوم بلغة مزودة بألوان من التزيين ... تختلف وفقاً لاختلاف الأجزاء وهذه المحاكاة تتم علي يد أشخاص يفعلون لا عن طريق الحكاية والقصص و تثير عاطفتي الشفقة والخوف فتؤدي إلي التطهير من هذه الانفعالات" .
وللمأساة أجزاء منها مايتعلق بفن التمثيل أو المقولة وهذه الأجزاء الخارجية لا تكون جوهر المأساة والأجزاء الثلاثة الباقية جوهرية وهي :
1- الحكاية أو الخرافة التي تحتوي عليها المأساة وهي تستدعي تركيب أفعال إنسانية منجزة ويقوم بها أشخاص يفعلونٍ بالضرورة أخلاق وأفكار خاصة.
2- الخلق : وهي ما يجعلنا نقول عن الاشخاص الذين نراهم يفعلون أنهم يتصفون بكذا وكذا من الصفات.
الفكر : وهو كل ما يقوله الأشخاص لإثبات شئ أو التصريح بما يقررون.
الوحدة العضوية للمأساة :
يجب أن تشتمل المأساة علي فعل تام والحدث التام هو ذلك الحدث الكامل الذي يحتوي علي فكرة كاملة تنم عن طبيعته وتوضح أسبابه ودوافعه وما يترتب عليه من أثار . ويري "أرسطو" أن يكون لهذا الحدث بداية ووسط ونهاية وأن يكون لها طول معلوم وهذه الاحداث الجزئية المرتبة التي يتكون من مجموعها الفعل التام لابد من أن تغير في مصير البطل بإنتقاله من حال إلي حال مخالفة في أخر المسرحية.والفعل قسمان: بسيط ومركب.البسيط :ما يحدث فيه هذا التغير بدون تحول ولا تعرف .
والمركب :هو ما يحدث فيه هذا التغير بفضل التعرف أو التحول أو كليهما معا.
وصولا الي الحل ".(4)
الكوميديا (الملهاة)
" الكوميديا( الملهاة ) نوع من أنواع التمثيل في أفلام التليفزيون أو السينما أو المسرح، تكون بها أحداث مضحكة وذات نهاية سعيدة. كما يمكن للملهاة (الكوميديا) أيضاً أن تكون النكت التي يقولها الناس لبعضهم البعض أو القصص المضحكة، ويقال بأنها بدأت منذ عصر اليونان القديم على يد الأشخاص الذين يمثلون الكوميديا بالكوميديين.ويعد" وليام شكسبير "من بين المشاهير الذين كتبوا عروضاً كوميدية.لذا عرفت الملهاة (الكوميديا) بأسماء مختلفة فالبعض سماها بالعبث وآخرين أسموها بالقشمرة (كما في تركيا) حيث سمي الممثل الكوميدي بالقشمر.
وهي الجنس المسرحي الثاني في الأدب اليوناني فبذلك هى نوع فريد من الشعر اليوناني في مضمونها وموضوعها الهزلى الذي يثير الضحك ويري" أرسطو" أن الملهاة أقل شأنا من المأساة في جنسها الأدبي ويعرفها "أرسطو" بأنها " محاكاة الأراذل من الناس لا في كل نقيصة ولكن في الجانب الهزلي الذي هو قسم من القبيح إذ أن الهزلي نقيصة وقبح بدون إيلام ولا ضرر فالقناع الهزلي قبيح ومشوه ولكن بغير إيلام".كما أن هناك العديد من التعريفات للكوميديا منها :" الملهاة محاكاة فعل هزلي ناقص .. يحصل به تطهير المرء بالسرور والضحك من أمثال هذه الأنفعالات" فخير للمرء إذن أن يتطهر من إنفعالات الضحك دون ضرر بمشاهدة الملهاة علي المسرح.بهذا وظيفة الملهاة "التطهير" ولكنه تطهير من نوع مداوة الشر
بمثله ".(5)
التطهير
catharsis
" فى سياق تعريف أرسطو للمأساة ذكر أنها محاكاة للفعل المأسوي"..تثير عاطفتي الخوف والشفقة مما يؤدى إلى التطهير من هذين الفعلين" والتطهير من أعقد المصطلحات الأرسطية ولقد اختلف النقاد طويلا حول كيفية حدوثه ومن بين أهم تفسيراتهم:
1- التفسير المقارن: هاجم أفلاطون المسرحية المأساوية بدعوى أنها تثير فى النفس عاطفتى الخوف والشفقة. وهذه الإثارة فى رأيه تجعل صاحب العواطف المستثارة ضعيفا من الناحية الإنفعالية ولقد رد أرسطو على أستاذه بما معناه: إن إثارة هاتين العاطفتين فى نفسية المشاهد تخلصه منهما ومن ثم يحدث التطهير الذى يجعل الشخص أكثر صحية واقوي من الناحية الإنفعالية ".(6)
الملحمة
" الملحمة حكايه بطولية تخبر عن حركة جماعات أو حركة الشعوب و حركة القبائل وغالباً ما تقص أحداثاً وقعت في بداية تاريخ شعب من الشعوب وهي نموذج إنساني يُحتذى به, يفعل بحياته وسلوكه ما يمكن أن نطمح جميعاً إلى تحقيقه .وتعد أقدم ملحمة عرفها التاريخ هي ملحمة جلجامش في منطقة أوال المعروفة في يومنا هذا البحرين ".(7)
" وأجزاء الملحمة هي أجزاء المأساة فيما عدا النشيد والمنظر المسرحي ففيها الحكاية، فيجب أن تكون الملحمة بسيطة ويصح أن يكون الفعل فيها مركباً وهو ما تحدث فيه الفواجع ".(8)
" فيلسوف يونانى ويعد أول فيلسوف يفصل بين فروع الفلسفة فصلا متمايزا،ولقد ظلت آراؤه فى المنطق والطبيعة والجيولوجيا والميتافيزيقا والأخلاق والسياسة والشعر وغير ذلك من ميادين المعرفة وقتاً طويلا من المسلمات وإذا كان قد احتل بها موقع المؤثر الكبير فى الفكر المسيحى فإن فلاسفة المسلمين احتفوا به وأسموه- بحق- المعلم الأول ".(9)
" ولد عام 384 قبل الميلاد في مدينة ( استاجيرا stageira ) وإسمها الحالى ( استافرو stavro) في شمال اليونان، وكان والده طبيباً مقرباً من البلاط المقدوني، وقد حافظ "أرسطو" وتلاميذه من بعده على هذا التقارب . وقد كان لوالده تأثيراً كبيراً عليه لدخوله مجال التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة على دقة الملاحظة والتحليل . وفي عام 367 رحل "أرسطو" إلى أثينا للألتحاق بمعهد "أفلاطون"، كطالب في البداية، وكمدرس فيما بعد.
وقد جمع "أفلاطون" حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك . ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثراء وتنظيم المعارف الإنسانية ، وإقامتها على قواعد نظرية راسخة ، ثم نشرها في مختلف الأتجاهات ، وكان هذا هو التوجه المعلن لتعاليم وأعمال "أرسطو".
وكان من برامج معهد "أفلاطون" أيضا تدريب الشباب للقيام بالمهن السياسية، وتقديم النصائح والمشورة للحكام، ولذا فقد أنضم "أرسطو" عام 347 إلى بلاط "الملك هرمياس" ، وفي عام 343 دخل في خدمة "الملك فيليب الثاني" إمبراطور مقدونيا حيث أصبح مؤدبا لأبنه "الأسكندر الأكبر" .وبعد سبع سنوات عاد مرة أخرى إلى أثينا ليؤسس مدرسته الخاصة ( الليسيوم ) أو ( المشائية ) وسميت كذلك نسبة للممرات أو أماكن المشاة المسقوفة التي كان الطلاب وأساتذتهم يتحاورون فيها وهم يمشون، كما تسمى اليوم " جماعات الضغط السياسية في الكونغرس الأمريكي" بـ ( اللوبي ) نسبة إلى لوبي أو ردهة مبنى الكونغرس في واشنطن .
وقد خالفت ( المشائية ) تقاليد ( أكاديمية ) أفلاطون بتوسيع المجالات العلمية التي كانت تناقشها وأعطت أهمية كبرى لتدريس الطبيعيات . وبعد وفاة "الأسكندر الاكبر"، بدأ الشعور بالكراهية يظهر ضد المقدونيين في أثينا ، وقد أثر ذلك على نفسية "أرسطو"، وقد كان من الموالين للمقدونيين ، مما جعله يتقاعد، ولم يمهله القدر طويلا حيث توفي بعد أقل من عام من وفاة "الأسكندر" ، فكانت وفاته في عام 322 قبل الميلاد . َ
وعلى الرغم من غزارة إنتاج "أرسطو" الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة، إلا أنه لم يبق منها إلا النذر اليسير، فقد ضاع معظمها، ولم يبق سوى بعض الأعمال التي كانت تدرس في مدرسته، والتي تم جمعها تحت اسم (المجموعة الأرسطوطالية) بالإضافة إلى نسخة ممزقة من (الدستور الأثيني) الذي وضعه، وعدد من الرسائل والأشعار ومن ضمنها مرثية في"أفلاطون" ". (10)
وعلى الرغم من غزارة إنتاج "أرسطو" الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة، إلا أنه لم يبق منها إلا النذر اليسير، فقد ضاع معظمها، ولم يبق سوى بعض الأعمال التي كانت تدرس في مدرسته، والتي تم جمعها تحت اسم (المجموعة الأرسطوطالية) بالإضافة إلى نسخة ممزقة من (الدستور الأثيني) الذي وضعه، وعدد من الرسائل والأشعار ومن ضمنها مرثية في"أفلاطون" ". (10)
أفلاطون
" "أفلاطون" ( بالإنجليزية : Plato) (باليونانية : Πλάτων پْلاَتُونْ) (عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م ) فيلسوف يوناني قديم, وأحد أعظم الفلاسفة الغربيين، حتى أن الفلسفة الغربية اعُتبرت أنها ماهي إلا حواشي لأفلاطون. عرف من خلال مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر والفن ".(11)
" تأثر فى صباه "بسقراط Socrates " الذى كان أقرباء "أفلاطون" من أصدقاءه، ولعل "أفلاطون" عرف فى صباه هذا الفيلسوف عن طريقهم وأيّما كان الأمر فهناك تقليد يقول إن "أفلاطون" دمر ما كان قد نظمه من قصائد وما كان قد أنشأه من مسرحيات واتجه إلى الفلسفة والرياضة بعد أن تأثر بأفكار "سقراط" وكان "أفلاطون" يومئذ فى نحو العشرين من عمره وكان طموحه الأول يتجه إلى السياسة ولكنه هجر ميدان السياسة بعد أن أعدم
"سقراط" ".(12)
" كما أسس "أفلاطون" أكاديميته نحو عام 387 ق.م وظل بقية حياته رئيساً على هذا المعهد الذي أنجزت فيه أبحاثه الهامة تحت إشرافه فى الفلسفة والرياضة والعلوم الطبيعية والفقه القانوني والتشريع العملى. وفى الأكاديمية وضع "أفلاطون" الكثرة المطلقة من مؤلفاته إن لم تكن كلها. من أهم مؤلفاته الجمهورية الفاضلة the republic وفيدروسphaedrus وكتاب القوانين the laws وغيرها كثير ". (13)
سقراط
" فيلسوف يونانى كلاسيكى .يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية ، لم يترك "سقراط" كتابات وكل ما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه.ومن بين ما تبقى لنا من العصور القديمة، تعتبر حوارات "أفلاطون" من أكثر الروايات شموليةً وإلمامًا بشخصية "سقراط".بحسب وصف شخصية "سقراط" كما ورد في حوارات "أفلاطون"، فقد أصبح "سقراط" مشهورًا بإسهاماته في مجال علم الأخلاق. وإليه تنسب مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي (أو المعروف باسم Elenchus ) ولقد تم إعدامه ". (14)
أسخيلوس
" يُعَدُّ "أسخيلوس" Aeschylus أهمّ كتّاب المأساة الإغريقية على الإطلاق، وهو مؤسسها بالمعنى الفني، وأقدم فرسانها المعروفين. وتُقدّر المسرحيات التي كتبها بنحو تسعين، ولم يصل من أعماله سوى سبع مسرحيات هي : «الفُرس» (472ق.م) Persians و«سبعة ضد طيبة» (467ق.م) Seven Against و«بروميثيوس مصفداً» (465ق.م) Prometheus Bound ، و«الضارعات» (463ق.م) Suppliants و«أغاممنون» Agamemnon، و«حاملات القرابين» (458ق.م) The Libation Bearers و«ربات الغضب» (458ق.م) Eumenides والترجمة الحقيقية لعنوان المسرحية هي «الصافحات» أو «المحسنات» وهي تسمية كانت مستخدمة لدى أهل أثينة بوجه خاص للإشارة إلى ربات الغضب Erinyes وذلك إبتغاء درء شرهن.
وهناك مايشبه الإجماع منذ القدم على أن أسخيلوس هو أبو فن المأساة. فقد كان له فضل تثبيت أسس المأساة من الناحية الفنية، إذ كان المسرح اليوناني قبله يعتمد على ممثل واحد يقوم بالأدوار المختلفة ولاسيما دورَيْ الإله والبطل وذلك بأن يصبغ وجهه بالمساحيق ويحدث بعض التغييرات في ملابسه، وسرعان ما أدرك "أسخيلوس" فداحة هذا القصور الفني فأقدم على إضافة ممثل ثان وأدخل تعديلاً على دور الجوقة، مما ساعد على إبراز الصراع الذي تقوم عليه فكرة المسرحية اليونانية. وكذلك إهتمّ بملائمة الملابس والأزياء لطبيعة القصة. وإعتنى بصقل الأقنعة وإتقان صنعها لتعبر تعبيراً متناسباً مع الإنفعالات التي يتلبّسها البطل، وبوجه عام إعتنى بالإخراج والمشاهد وحث الممثلين على إجادة أدوارهم وبذل الجهد لإشعار المتفرجين بأنهم يرون شيئاً حقيقياً وليس مجرد تمثيل ".(15)
أرستوفانيس
" يعتبر أقدر كتاب المسرحية الفكاهية بل وزعيمها بلا منازع فهو لم يترك ناحية من نواحى المجتمع إلا عالجه بمسرحياته وهاجمه هجوماً عنيفاً وقد برزت مواهبه وعبقريته منذ طفولته، ووصل بفنه إلى مستوى رفيع وهو لم يتجاوز بعد العقد الثانى من عمره فقد قدم أولى مسرحياته فى الديونيسيا تحت عنوان "المشاركون فى الوليمة" فى عام 427 ق.م. ولكنها لم تمثل باسمه لصغر سنه وقد حدث ذلك لعدة كوميديات له كانت تخرج بأسماء آخرين ولقد حصلت على الجائزة الثانية ولم تحفظ لنا الآثار التاريخية من هذه المسرحية إلا اسمها وبعض قطع صغيرة يفهم منها أنها كانت تتجه إلى استهجان طرق التربية الحديثة وقد توالت مسرحياته التي بلغت زهاء الأربعين مسرحية والتي تتناول بالنقد اللاذع كثيرا من مظاهر الحياة الأثينية فى ذلك العهد.
وكان حواره يمتاز بالتدفق والحيوية والصراحة التى تصل إلى الخشونة كما تمتاز مسرحياته بالبساطة والوضوح وقوة التعبير عما يريد أن يقوله ومن هنا جاءت قوة تأثيره على الجمهور. و"أريستوفانيس" على غلظة بعض ألفاظه ومعانيه وفحش تلميحاته ومراميه قد يبدو لنا فظا فاجرا لكنه فى عصره لم يكن كذلك لقد كان ذوق العصر وألفاظه مأخوذة من السوق والغيط والمعبد والمحكمة والبرلمان..لغة يتحدث بها العبيد والأحرار والصغار والكبار..لغة ساخنة لماحة لغة الكوميديا. ولفظاظة أسلوبه وصفه أغلب النقاد بأنه كان سليط اللسان لا يتحدث إلا بأقذع الألفاظ ولا يتفوه إلا بالنكات البذيئة ولكن أغلب انتقاداته فى الواقع لم تكن مغرضة بل كانت تحمل فى طياتها أراء فلسفية أو دينية أو سياسية أو أدبية.
كما نجد أن غالبية مسرحيات "أرستوفان" جاءت فى فترة كان النظام الديمقراطى الأثينى قد اختل وأصابه العطب بسبب الحروب وبسبب التحديات التى واجهته ومن خلال تلك الأمور أفرغ " أرستوفان" الآنية المملؤة بهجائه الُمر والتى من خلالها كان يستطيع أن يسلط الضوء الساطع على تلك المشاكل والأخطار وفوق كل ذلك ووسط هذه التيارات والتغيرات الأساسية من حوله ظل يمثل إحساس جميل لقوة التقاليد والأعراف ومقاومة التجديد والتى هى ضرورية من ناحية لحياة الأشخاص والمجتمعات ومن ناحية أخرى تمثل تلك القوى التى تمثل قوة الدفع تجاه التقدمية.
لذا لم تكن شهرة " أرستوفانيس" نابعة من دعوته للسلام فقط إذ أنه كان شاعراً موهوباً ذكياً كان يحمل بين جنبيه قلباً كبيراً غامراً بالإنسانية فالبطل عنده هو الآدمي الطبيعى العادى كما يراه الشاعر نفسه والرسالة التى كان على الشاعر أن يؤديها هى خدمة المصلحة العامة وخلق ذوق سليم لدى ذلك الرجل العادى الذى كانت تسيطر عليه سخافات مصدرها الجهل والطمع والحقد وسوء التقدير".(16)
" وكتب" ارستوفان" أربعين مسرحية قبل أن يموت في سن الستين ، وصلنا منها إحدى عشرة هي:
1 - أهل أخارناي.
2 - والفرسان.
3 - السحب.
4 - الزنابير.
5 - السلم.
6 - الضفادع.
7 - الطيور.
8 - النساء في أعياد ديمتري.
9 - برلمان النساء.
10 - لوستراتا.
11 - بلوتوس. ".(17)
فرونيخوس
" مؤلف مسرحى كوميدى وناقد أدبى ويعد واحداً من مؤلفي الكوميديا الإغريقية القديمة ممن سبقوا مرحلة نضج الكوميديا الإغريقية التى قامت على يد المؤلف المسرحى البارع" أرستوفانيس". وتميزت أعمال "فرونيخوس" ببعدها عن السياسة والحرب التى اندلعت فى تلك الفترة على يد الكتاب الكوميديين والذين كان على رأسهم" أرستوفان" إذ قدم "فرونيخوس" مسرحيات تبعد بعيدا عن ذلك العصر وكذلك طريقة الحياة فيه مثلما قدم ذلك فى مسرحية المعتزل monotropos) ) وقبلها مسرحية أتباع ديونيسيوس (satyroi) كما قدم مسرحية الآهات الفنون (muses) التى تتسم بطابع النقد الأدبى والتى قدمت فى نفس العام مع مسرحية الضفادع "لأرستوفانيس" والتى تعالج نفس فكرة من يستحق العودة من العالم الأخر "ايسخيلوس" أم "يوربيديس" بعد أن خلت الساحة التراجيدية من التراجيديين العظام الثلاثة. (اسخيلوس،سوفوكليس، يوربيديس) " . (18)
مصادر الحواشي
3-www.wikipedia.com
4- محمد غنيمي هلال ،النقد الأدبي الحديث ،القاهرة، نهضة مصر، بدون تاريخ،صـ200 .
5- محمد غنيمى هلال، المرجع السابق، صـ230 .
6- إبراهيم حمادة(د): معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية ، القاهرة، دار
المعارف،1985،صـ72 .
8- محمد غنيمي هلال،مرجع سابق ،صـ 210 .
9-أرسطو:فن الشعر، ت:إبراهيم حمادة،القاهرة،مكتبة الأنجلو المصرية،1983 , صـ 15 .
12- لويس عوض(د) : نصوص النقد الادبى اليونان الجزء الاول ، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،ط2، 1989، صـ5 .
13- لويس عوض(د) ، مرجع سابق، صـ 5 .
16- أحمد بدوى(د) : محاضرات فى الكوميديا الاغريقية ، الزقازيق، جامعة الزقازيق، كلية التربية النوعية،صـ 36:34 .بتصرف.
17-http://www.alitthad.com/paper
18- أحمد بدوي(د) : مرجع سابق،صـ31 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.